أعظم منها ولا أكثر منها ورأيت الناس كلهم عليهم الحزن والكآبة ويعزى بعضهم بعضا فقلت لابى أرى كلا من الناس كأنه صاحب الجنازة فأى رجل كان الليث فقال يا بنى كان عالما كريما حسن العقل كثير الافضال لا يرى مثله أبدا ولما أتى الشافعى مصر أتى قبر الليث وزاره وقال ما فاتنى شئ كان أشد على من ابن أبى ذئب والليث بن سعد ويروى أن الامام الشافعى وقف على قبر الامام الليث وقال لله درك يا امام لقد حزت أربع خصال لم يكملهنّ عالم العلم والعمل والزهد والكرم وقال يحيى بن بكير عن ابن وهب دخلت على مالك فسألنى عن الليث فقال كيف هو فقلت بخير قال كيف صدقه قلت يا أبا عبد الله إنه لصدوق قال اما إنه ان فعل متعه الله بسمعه وبصره وقال يحيى بن بكير سمعت الليث كثيرا ما يقول أنا أكبر من ابن لهيعة فالحمد لله الذى متعنا بعقلنا وقال ابن بكير حج الامام الليث بن سعد سنة ثلاث عشرة ومائة فسمع من ابن شهاب الزهرى ومن ابن مليكة وعطاء بن أبى رباح وأبى الزبير ونافع وعقيل وعمران بن أبى أنس وهشام وجماعة من المشايخ فى هذه السنة وقال عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد قال حججت أنا وابن لهيعة فلما ضرت بمكة رأيت نافعا فجلست معه فى دكان رجل علاف فمر بنا ابن لهيعة فقال من هذا قلت مولى فلما قدمنا مصر قلت حدثنى نافع قال ابن لهيعة يا سبحان الله قلت ألم تر الأسود معى فى دكان العلاف بمكة قال نعم قلت ذلك والله هو نافع فحج قابلا فوجده قد مات ثم قدم الأعرج الى مصر يريد الاسكندرية فرآه ابن لهيعة فأخذه الى منزله فما زال عنده يحدثه حتى اكترى له سفينة وأحدره فيها الى الاسكندرية ثم جلس للحديث فقال حدثنا الأعرج عن أبى هريرة قلت متى رأيت الأعرج قال ان أردته فهو بالاسكندرية فخرج الليث للاسكندرية فوجده قد مات فذكر أنه صلى عليه وقال شرحبيل ابن جميل بن فريد مولى شرحبيل بن حسنة أدركت الناس فى زمان هشام بن عبد الملك والناس متوافرون وكان بمصر يزيد بن أبى حبيب وعبد الله بن أبى جعفر وجعفر بن ربيعة وأبو هبيرة والحارث بن يزيد وغيرهم من أهل مصر ومن أهل المدينة ومن أهل الشام والليث يومئذ شاب حدث السن فرأيتهم يتعارفون فضله وورعه ويقدّمونه ويشيرون اليه وكفاه فخرا أنه شيخ مشايخ البخارى ومسلم وروى البخارى عن يونس بن عبد الأعلى عن الامام الليث بن سعد وروى البخارى عن قتيبة بن سعيد عن الليث وروى عن الليث يحيى بن بكير وعبد الله بن وهب ومحمد بن المثنى الصدفى وأحاديثه فى الصحاح الستة وهو ثقة عدل ذكره القضاعى وأثنى عليه ولو استوعبنا مناقبه لضاق الوقت علينا وذكره ابن الجباس فى طبقة