العلماء والمحدثين وكان مولده رضى الله عنه فى سنة أربع وتسعين ومات سنة خمس وسبعين ومائة ودفن فى مقابر الصدف قال القرشى فى تاريخه وكان قبره كالمصطبة ثم بنى عليه هذا المشهد بعد مضى الأربعين وستمائة قال ابن الجباس فى تاريخه لقد رأيته كذلك وبناه ابن التاجر وهو مكان مبارك معروف باجابة الدعاء وزاره جماعة من العلماء رضى الله عنهم أجمعين وبالمشهد أيضا قبر الفقيه الامام المحدث شعيب بن الليث بن سعد كان من أجلاء العلماء معدود من المحدثين قال ابن أبى الدنيا حج شعيب بن الليث سنة من السنين فتصدّق بمال عظيم فمر عليه رجل من العلماء فسأل عنه فقيل له هذا العالم ابن العالم الكريم ابن الكريم ولما فقد مال أبيه بعد موته رحل الى الشام ودخل الى دمشق فجاءه رجل وقال أنا عبد أبيك ومعى لأبيك تجارة بألفى دينار وأنا الآن فى الرق فخذ مال أبيك وأعتقنى ان شئت والا فبعنى فقال أنت حر والمال الذى بيدك هبة منى اليك قال الخطابى فلا أدرى أيهما أفضل العبد فى اقراره بالمال أم السيد حين أعتقه وأعطاه المال وحكى عنه أيضا انه جاءه انسان فقال له يا سيدى كان والدك يعطينى فى كل سنة أو قال فى كل شهر مائة دينار فأعطاه مائة دينار الا دينارا فقال يا سيدى أعجزت عن دينار فقال لا ولكن فعلت ذلك تأدبا مع والدى وكان والده رضى الله عنهما قد أوصاه بحفظ العلم ودرس الحديث ومات بعد أبيه وهو بالمشهد المذكور وقبره الآن امام قبر أبيه فى المكان الذى يلى المصطبة المقابلة لباب المشهد وعلى مكانه باب يغلق وليس فى المكان قبر سواه ومعه فى القبر محمد ابن هارون الصدفى وهو أخوه لامه قيل إنه صحب الشافعى وقد عد الحافظ السلفى أصحاب الامام الشافعى فى قصيدة نظمها ولم يذكره فيها وهى هذه القصيدة
فعليك يا من رام دين محمد |
|
بالشافعى وما تلاه وقالا |
أعنى محمدا بن ادريس الذى |
|
فاق البرية رتبة وكمالا |
وعلا على النظراء طرا واغتدى |
|
شمس الهدى والغير كان هلالا |
واجب كذا عن صحبه وأحبهم |
|
وأجلهم لله جل جلالا |
متجملا بهم وكن من حزبهم |
|
فهم الجمال اذا أردت جمالا |
وهم الأئمة إن أردت أئمة |
|
وهم الرجال اذا أردت رجالا |
فاجلهم شيخ الأئمة أحمد |
|
فيما رواه من الحديث وقالا |
والا عينى ويونس الصدفى وال |
|
مزنى آخر من اليه مالا |
وكذاك حرملة بن يحيى وال |
|
بويطى الذى قد أعجز الاشكالا |