الفارسى وذلك انه رأى فى المنام كأنه واقف على قبر الشيخ أبى الخير التنياتى رحمهالله وهو ينظر الى الصحراء واذا هى مملوءة رجالا وعليهم ثياب بيض وفيهم النبى صلىاللهعليهوسلم فقبل يده فقال له لم لا تبنى هذا المسجد فقال يا رسول الله ما بيدى شئ فقال قل للمسلمين يبنونه ثم مشى الى أن أتى الى قبر ذى النون فوقف على شفير القبر فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم السلام عليك يا ذا النون فكأنّ القبر شق وقام منه رجل فقال وعليك السلام يا رسول الله ورحمته وبركاته ثم عدنا الى قبر الشيخ أبى الخير التنياتى فقال يا فخر ابن هذا مسجدا فانه من توضأ ثم صلى فيه ركعتين يقرأ فى الاولى فاتحة الكتاب وسورة تبارك وفى الثانية فاتحة الكتاب وهل أتى على الانسان ويخرج من المسجد ووجهه الى القبلة الى أن ياتى الى قبر أبى الخير لم يسأل الله تعالى حاجة الا أعطاه اياها قال فانتبهت فذكرت هذا المنام فسمعه رجل وكان يملك دارا فباعها وبنى هذا المسجد والتربة مباركة معروفة باجابة الدعاء وبهذه التربة قبر الشيخ الفقيه الامام المحدث فخر الدين أبى عبد الله محمد بن ابراهيم بن أحمد بن ظاهر بن محمد بن ظاهر بن أبى الفوارس الخدرى الفارسى رضى الله عنه يعد من طبقات ثلاث من المحدثين والصوفية والعباد وله مناقب مشهورة وروى أحاديث كثيرة وصحب جماعة من القوم منهم نور بهار العجمى الكازرونى الفارسى فمما رواه باسناده الى النبى صلىاللهعليهوسلم انه قال من تكلم وكذب ليضحك الناس ويل له ويل له ويل له ذكره ابن أبى المنصور فى رسالته وحكى عنه قال كنت عنده يوما فدخل عليه قوم يدعونه ليحضر عندهم فى زاوية تعرف بزاوية مسعود الغرابلى وكان السبب فى ذلك أن رجلا من الصالحين مات وكان مقيما بالقرافة فاجتمع أصحابه وعملوا له وقتا واستدعوا له قوالا يقال له الفصيح وكان قد انفرد بالغناء فى زمانه فلما اجتمعوا واجتمع الناس وقلوبهم مجتمعة على سماع الفصيح حضر الشيخ وكان رضى الله عنه له حرمة عظيمة وأصحابه بين يديه وفى خدمته وكان الفصيح شابا حسن الصورة فأحدق الناس بالشيخ فخر الدين الفارسى يتأملون ما يصدر منه فأشار بابطال الفصيح وأنكر صورة الاجتماع من أجله فسمع الفصيح ذلك فهرب خوفا من الشيخ فكادت تزهق أنفس الناس لفوات الامر الذى اجتمعوا له فعلم الشيخ منهم ذلك فتكلم كلاما كثيرا ثم قال لفقير مزمزم يقال له على بن زرزور قم فطيب القوم فقام وجلس وسط القوم وكانوا جمعا كثيرا ثم أنشد يقول دو بيت
ما زلت أقيم مذهب العشق زمان |
|
حتى ظهرت أدلة الحق وبان |