أنا ضيفك ثم تنحيت ونمت خلف المنبر فرأيت النبى صلىاللهعليهوسلم وأبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعليا كرم الله وجهه بين يديه فتقدم على فوكزنى برجله فقال قم فقد جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال فقمت وقبلت الارض بين يديه فدفع لى رغيفا فأكلت نصفه فى النوم واستيقظت وفى يدى النصف الآخر وقال أبو بكر الدارانى أنشدنى الشيخ أبو الخير
أنحل القلب حبه والحنين |
|
وهو أخفى من أن تراه العيون |
(١) لا تدركه الظنون الا ظنونا |
|
وحاشا أن تداركه الظنون |
وكان يقول حرام على قلب مشوب بحب الدنيا أن يسبح فى روح الغيوب وقال الحسين زرت أبا الخير التنياتى فلما ودعته خرج معى الى باب المسجد وقال أنا أعلم أنك لا تحمل معك معلوما ولكن خذ هذين التفاحتين فأخذتهما ووضعتهما فى جيبى وسرت ثلاثة أيام فلم يفتح لى بشئ فوضعت يدى فى جيبى وأخرجت تفاحة فأكلتها ثم أردت أن أخرج الثانية فوجدتهما اثنتين فلم أزل آكل واحدة وأضع يدى فأجدهما اثنتين الى أن دخلت أبواب الموصل فقلت هاتان يفسدان على حالى فأخرجتهما من جيبى ونظرت اليهما واذا بفقير ملفوف فى عباءة وهو يقول اشتهى تفاحة فناولته اياهما فلما بعدت عنه وقع لى انما بعثهما الشيخ له فطلبت الفقير فلم أجده وقال حمزة بن عبد الله العلوى دخلت على أبى الخير لا سلم عليه وكنت قد ألزمت نفسى أن لا آكل عنده شيأ فلما خرجت من داره اذا به خلفى يحمل طبقا عليه طعام وقال يا فقيه كل فقد خرجت الآن من عقدك وقال ابراهيم الرقى زرت أبا الخير التنياتى مرة وكان يصحبنى فقيه فحضرت الصلاة فتقدم وصلى المغرب فلم يحسن الفاتحة فقال الفقيه ضاعت والله سفرتنا ثم نمت أنا ورفيقى تلك الليلة فاحتملنا فلما أصبح الصباح قال لى رفيقى قد أصابتنى جنابة فقلت والله وأنا كذلك فخرجنا الى مكان نغتسل فيه فلم نجد الا بركة وكان فى أيام الشتاء فقلعنا أثوابنا واغتسلنا فما نشعر الا وقد جاء السبع وجلس على أثوابنا فحصل لنا من ذلك مشقة عظيمة فبينما نحن على تلك الحالة اذ أقبل الشيخ أبو الخير وصاح على الاسد فهرب وهو يبصبص بذنبه ثم قال ألم أقل لك لا تتعرض لا ضيافى وعرك اذنه فانطلقنا من الماء ولبسنا أثوابنا واستغفرنا الله تعالى مما وقع منا فقال الشيخ رضى الله عنه أنتم يا فقهاء اشتغلتم بتقويم الظاهر فخفتم واشتغلنا بتقويم الباطن فخافنا الاسد وقال بكر لم يكن لى علم بما كان سبب قطع يده الى
__________________
(١) هكذا فى الاصل