عن أمامة أنه قال خرجنا فى غزو الى كابل وبالجيش صلة بن أشيم فنزل الناس عند العقبة فقلت لارمقن عمله وأنظر ما يذكر الناس من عبادته وصلاته فصلى العتمة ثم اضطجع والتمس غفلة الناس حتى اذا هدأت العيون وثب فدخل غيضة قريبة منه فدخلت فى أثره فتوضأ ثم قام يصلى فجاء أسد فدنا منه وصعدت أنا الى شجرة فما التفت ولا ارتعد من الاسد فلما صلى سجد قلت الآن يفترسه الاسد ثم جلس وسلم ثم قال أيها السبع أطلب الرزق من مكان آخر فولى وان له لزئيرا يكاد أن ينصدع منه الجبل فما زال كذلك يصلى الى الصبح فجلس فحمد الله تعالى ثم قال اللهم انى أسألك أن تجيرنى من النار فما مثلى يجترئ أن يسألك الجنة ثم أصبح كأنه بات على الساباط وأصبحت وبى من الفترة ما الله عالم به فلما دنونا من أرض العدوّ قال الامير لا يشدن أحد من العسكر فوقف يصلى فذهبت بغلته بثقلها فقام فصلى ركعتين ثم قال اللهم انى أقسمت عليك الا رددت بغلتى على وثقلها قال فلم يشعر الا بالبغلة جاءت فوقفت بين يديه فحمل هو وهشام وابن عامر فلم يزالا يضربان ويقاتلان ويقتلان فى العدوّ فانكسر العدوّ فقال إن رجلين من العرب قاتلا قتالا شديدا يعنون هشاما وصلة بن أشيم فسمعنا قائلا (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) وبهذا المشهد قبر الشيخ أبى الحسن على المعروف بابن قادوس وبه أيضا قبر الشيخ سيف الدين كريش وبه أيضا قبر الشيخ أبى الفتح يحيى ابن عمر بن محمد امام الجامع العتيق ومعه فى قبره ولده أبو الذكر محمد وعليهما رخامة وتحت محراب صلة قبر الجلال ابن برهان رئيس المؤذنين بجامع مصر وعند باب المشهد قبر الشيخ اسماعيل الموله وكان رجلا صالحا ذكره صاحب المصباح وبالمشهد جماعة لا تعرف أسماؤهم وعند الخروج من باب هذا المشهد قاصدا الى سالم العفيف تجد قبر الشيخ أبى الحسن على بن صالح الأندلسى المعروف بالكحال ذكره الموفق فى تاريخه وحكى عنه ان من كراماته ان من أصابه رمد وجاء الى قبره وقرأ شيأ من القرآن ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم ويحسن ظنه ويمسح على عينيه بتراب القبر فانه نافع مجرب كما ذكر جماعة انهم جربوه فوجدوا عليه الشفاء قال ابن أخى عطايا كان لا يضع ميلا فى عين حتى يقرأ عليه سورة الاخلاص ثلاث مرات وأتاه رجل ذمى وقد عمى فقال له لو أسلمت لعاد اليك نظرك قال والاسلام يرد نور الأبصار قال نعم فقال الذمى والله لا كذبتك أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله فذهب وهو ينظر وعلى قبره مجدول كدان قال صاحب المصباح والى جانب قبره قبر رخام مكتوب عليه خزيمة بن عمار بن يزيد مات