الى بيتى فلما كان الغد جاءتنى والدتى ومعها قميص وسراويل وقالت مضيت يا ولدى الى بعض أصحابى فقالوا ألك ولد قلت نعم قالوا فادفعى هذا له فقلت لها صدق الله ورسوله ثم قلت فى نفسى بقى لى كساء ارقد فيه قال فلما اصبحت مضيت الى قبره وزرته وحدثته حديث والدتى وقلت له يا شيخ جزاك الله عنى خيرا ولكن بقيت اشتهى كساء ارقد فيه ثم دعوت الله عنده ورجعت فبينما أنا فى الطريق اذا انسان ناولنى كساء فاخذته وحمدت الله تعالى وشكرته وما انقطعت عن زيارته وغربيه قبر رخام فى حوض صغير عليه مكتوب عاتكة بنت كهمس والى جانبها من الجهة البحرية حوش مبنى بالفص الحجر فيه قبر ابى طعمة من كبار التابعين عده القرشى فى طبقة التابعين وقال هو أول من اقرأ أهل مصر القرآن قال ابن لهيعة كانوا يجتمعون عليه لقراءة القرآن وسماع الحديث قيل له لم لا تدخل الحمام قال بلغنى عن ابى هريرة رضى الله عنه انه قال بئس البيت الحمام يكشف العورة ويذهب الحياء قال القرشى وهذا خلاف ما قال ابو الدرداء نعم البيت الحمام يذهب الدرن ويذكر النار قال القضاعى وتربة بنى طعمة بجبانة مصر مما يلى تربة الفقاعى والاصح أن هذه التربة قد دثرت ولا تعرف الآن والى جانب قبر البزاز قبر الشيخ أبى الحسن القرافى كان رضى الله عنه شيخ وقته فى التصوف وكان مذهبه الزهد فى الدنيا ادرك جماعة من العلماء والمحدثين وحدث عنهم ورأى ابا الحسن الدينورى والى جانب قبره قبر الشيخ الفقيه الامام ابى العباس احمد ابن بنت الامام الشافعى المعروف بابى الطيب رضى الله عنه ذكره صاحب الواضح النفيس وعده القرشى فى طبقة الفقهاء والمحدثين صحب أبا بكر الزقاق وغيره من مشايخ القوم سمع الحديث الكثير وروى عن المشايخ وكان يقول الصلاة تبلغك نصف الطريق والصوم يبلغك باب الملك وقيل انه سأل الله تعالى أن تصيبه الحمى لما فيها من الاجر (١) وتوفى سنة ثلاث وسبعين وثلثمائة وصلى عليه صاحبه ابن الحداد والى جانبه من جهة الشرق مصطبة عليها قبر الفقيه ابن مهييب كان فقيها على مذهب الشافعى ويلاصقه تربة مصلى التراويح واسمه خلف بن رستم المعروف بالضرير قال صاحب كتاب بهجة الظرفاء فى تاريخ الخلفاء لما ولى الحاكم الفاطمى أمر أن تقطع الكروم من الجيزه وأن يترك بيع الفقاع وأن يجعل الاجراس فى أعناق النصارى والقرامى فى اعناق اليهود وأن لا تتشارك اليهود والنصارى والمسلمين فى الحمام ومنع من صلاة التراويح وأن يؤذن ابحى على خير العمل ومنع من أكل الباذنجان والملوخية وكتب سب الصحابة على المساجد والجوامع قال ابن دحية فى كتاب النبراس واقام اربع سنين ليلا ونهارا فى ضوء الشمع يرصد عطارد وأربع سنين فى الظلمة
__________________
(١) هكذا بالاصل