تصف الشفاء من السقام وأنت لا |
|
تدرى الدواء به فأنت سقيم |
فلو اتقيت نقيت من درن الشقا |
|
لكن بجسمك يا طبيب كلوم |
كم ذا التعلل بالأمانى دائما |
|
ولديك فى هذا الحديث علوم |
فنزل عن المنبر ومات بعد ليلتين ومعه فى قبره والده الشيخ أبو عبد الله الحسين ابن بشرى بن سعيد الجوهرى كان رحمهالله من أجلاء الفضلاء من أرباب الكشف وله كلام على الخاطر ولم يكن فى وقته مثله زهدا وعبادة وورعا وله حكايات عن نفسه عما شاهد وخوطب به قيل انه اجتمع مع الشيخ أبى القاسم ابن الانبارى قال ابن الانبارى فسمعته يقول ذات يوم وقد ذكر عنده من يطلب الكيمياء فقال العجب كل العجب أن يرمى أهل هذه الطريقة بعمل الكيمياء والله أعلم قوما تعرض عليهم مفروغة فما يأخذونها يا سبحان الله اذا وقف العبد بين يدى الله سبحانه وتعالى يتناثر عليه البر فان وقف عند شئ منه أوقف عنه ذلك وان لم يقف وكان ناظرا الى المعطى كان المزيد على قدر ذلك وذكر عنده ذات يوم رجل كان يسير فى السحاب فقال انى أعرف رجلا كان فى جامع مصر علا حتى رآه رجل وارتفع من الارض وسار الى السماء فقلت له يا سيدى ما كان عليه قال كان عليه قباء أبيض والشقائق بين رجليه تلعب بها الريح فعلمت أنه هو الذى نظره وقال ابن الانبارى أيضا بت ليلة فى القرافة وحدى فجال فى فكرى وخاطرى فقلت فلان له كذا وكذا وفلان له ألف ركعة وقلت يا نفس ما أعظم مصيبتك لم لا تكونى مثل هؤلاء فقلت والله لأصلين ما أقدر عليه ثم قمت فصليت ركعتين وتركت حصاة عن يمينى وجعلت كلما صليت ركعتين جعلت حصاة عن يمينى ثم نمت فلما صليت الصبح مضيت الى أبى عبد الله بن بشرى الجوهرى فتبسم وقال ليس العمل فى كثرة العدد انما العمل فى الاتقان قال الله تعالى (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) ولم يقل أكثركم عملا وخرج أبو عبد الله الحسين بن بشرى رضى الله عنه ذات يوم فى جنازة فصلى عليها وجلس هو وجماعة فى قبة عند المصلى وهم ينتظرون الجنازة حتى تدفن فقعدوا زمانا ثم قال لمن معه قوموا بنا من هذا الموضع فخرجوا منه وعند خروج آخرهم وقعت القبة قال فسئل الشيخ أبو عبد الله عن ذلك فقال لما حصلت فى المصلى اضطرب سرى فقلت حادثة فلم يسكن فقلت فى الصحراء فلم يسكن فقلت فى البيت فلم يسكن فنظرت فاذا سرى لم يخرج من الموضع الذى أنا فيه فقلت حادثة فقلت قوموا بنا فكان ما عرفت قال أبو القاسم الحاكى وقال لى الفقيه أبو عبد الله ودخل عليه ذات يوم رجل ومعه جام زجاج صاف فقلت أرجو