أن تصفو قلوبكم ونياتكم حتى تروا الاشياء قبل ورودها وحكى عنه رضى الله عنه أنه قال كنت يوما مع والدى عند قبر والدتى رحمها الله تعالى فقال يا بنى سمعت صاحبى هذين القبرين يتحدثان ثم جرتا على قبر فقال يا بنى سمعت من قبر هاهنا وصاحبه يقول أواه أواه أواه فقلت أى قبر تشير اليه فقال يا بنى ما أريك اياه إن نقلك الله الى هذا الامر فاستره ما قدرت وحكى أيضا قال دخلت يوما الى بيتنا فرأيت فيه شيئا من الفاكهة فجعلت أنظر اليها فقالت لى أمى يا حسين بقى للعشاء قليل ما تسوى هذه الدنيا كلها هذه النظرة وقال جئت يوما من جنازة ومعى جماعة من الناس فصعدت الى والدتى وكانت فى غرفة لنا وكانت رأتنى من الطاق والناس معى فقالت لى ما هذه الشهرة تمشى والناس خلفك ثم شالت طرف الحصير وأخذت بأصابعها شيأ من التراب ثم ذرته فى وجهى وقالت من هذا خلقت فلا تكبر نفسك وجاءه ذات يوم رجل يقال له ابن خريطة فقال جئتك من عند أبى محمد الخطيب فقال اذهب فاحفر له فمضى فوجده قد مات فلما أخبر الشيخ بذلك قال إنى رأيت عند وجه الصبح كأن خادما دخل على وعزانى فى أبى محمد الخطيب فتأولته ملك الموت قيل ومات ابن أخيه بمكة وكان هو بمصر وابنته على المائدة وهى بنت ست سنين فقالت مات ابن عمى عبد الرحمن نعم نعم نعم نعم نعم فقالت أم عبد الرحمن ما الذى قلت قالت الصبية ما قلت شيأ فقال الشيخ اكتبوا هذا الوقت فكتبوه وجاء الحاج الى مصر فقالوا مات فى الوقت الفلانى الذى قالت فيه الصبية فقال له رجل بعد مجىء الحاج فأنت يا سيدى قال أنا أعرف الذى غسله وغسل فى الموضع الفلانى وغسله فلان الفلانى وروى أنه قل ما بيده يوما فخرج يتسبب فوجد ورقة من مصحف مقطعة لم يبق فيها الا ارجع الى ربك فاسأله فرجع الى بيته فجاءه شخص ومعه ثلثمائة دينار قال الشيخ أبو القاسم قال لى على الجمال وكان معه وحلف لى بطلاق زوجته التى أعرفها أنه رأى الشيخ أبا عبد الله الجوهرى فى جنازة عبد الرحمن بمكة فأسرع فى طلبه فلم يدركه وكان اذ ذاك بمصر وقال لاصحابه ذات يوم إنى لأعرف من كلمه الكرماء الكرام الكاتبون وقال بعض أصحابنا خرجت يوما الى القرافة ومعى جارية لا تعرف الطريق وكنت راكبا وهى ماشية فشغلنى انسان فى الطريق بالحديث ومشت الجارية فتاهت عن الطريق فلم أجدها فدخلت على الشيخ وعرّفته ذلك فقال ما اسمها قلت فلانة فقال ما جنسها فعرفته فقال اللهم إن كان عدا عليها عاد فحل بينها وبينه وإن كانت قد ضلت فضيق عليها الطريق حتى ترجع الى مخرجها يا قيوم ومضيت من عنده وأيست من الجارية بسبب ما كان