عليها وجئت الى بيتى مغموما فلما جلست اذا بالباب يطرق فخرجت فوجدت الجارية فقلت ما بالك فقالت انك غبت عنى فلم ارك فبقيت حائرة فمشيت فرأيت زقاقا من حديد فمشيت فيه الى أن وصلت الى هاهنا وذكر رحمة الله عليه انه رأى والدته فى النوم بعد موتها وعليها ثياب من حرير أبيض واصفر واخضر وهى فيها تخطر وعليها شماريخ لؤلؤ وهى على شاطئ نهر فقيل لى انظر الى وجه لم يعص الله قط ما احسنه وازهره وانضره وقال أبو الحسن الشيرازى خرجت مع ابى عبد الله الى مكة فركبنا البحر فلما وصلنا الى الحجاز لم يكن عندنا من الزيارة خبر لفساد الطريق فخطر فى سر أبى عبد الله الزيارة وكان مقدما ومؤخرا فنمت فرأيت فى المنام قائلا يقول لى إن زرت حفظت وان سرت سلمت زر تسلم أو سر تغنم لا تتعرض تندم قال فلما استيقظت فكرت فى نزولى وركوبى ومن ينزل معى وخوف الناس فى الطريق فتحولت الى جنبى الآخر واذا قائل يقول لى انما هو قذف من الحق بالحق فى قلوب اهل الحق من الحق تصديقا للحق بالحق من الحق تفضلا من الحق على الخلق قال ابو الحسن فاكريت فى تلك العشية ونزل معنا جماعة كثيرة فسرنا سالمين الى أن وصلنا المدينة فى السحر فقال لى الشيخ رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم مفتوحة يداه كالمستقبل لى قال ابو الحسن فشممت فى الوقت رائحة طيبة ما شممت قط مثلها ودخلنا المدينة فجلست فى المسجد وتكلمت واجتمع الى جماعة وكان بعض الاشراف تكلم فلما كان من الغد قال لى رأيت البارحة ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام وقد ناولنى سيفا وقال لى تكلم فى امان الرحمن واستشاره بعض اصحابه فى الخروج مع بعض الامراء الى مكة وقال ما أقول شيئا من شاء فليخرج ومن شاء فليقعد فخرج معه قوم وتخلف آخرون فلما وصلوا الى بدر مضى ذلك الامير وتركهم فخرجت عليهم العرب فاخذوهم وجميع ما كان معهم فلما بلغ الشيخ ذلك قال كذا من ركن الى المخلوقين ونسى الخالق قال المؤلف ومن كلام أبى عبد الله هذه الامة رجلان أحدهما تقىّ والآخر مذنب فالتقى فى مقعد صدق عند مليك مقتدر والمذنب شفيعه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاى الرجلين تخاصم غدا ومن مواعظه اتق الله ايها الرجل وخف من يوم لا بد من حضوره قال الله تعالى ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود أنت تريد عبدك اذا دعوته يقول لبيك واذا لم يجبك تقول عبد سوء تريده يطيعك ولا يعصيك متى اطعت الله أطعته بما تريده من عبدك ما تستحيى منه ما أسوأ رأيك ستقدم غدا وينكشف الغطاء أما سمعت قوله تعالى فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد وقال بعض أصحابه رأيته بالخيف مرارا يختلف الى حاجة الانسان