فقلت يا سيدى أراك مختلفا فقال لى يا أبا جعفر من أجل سر طرأ الى من القلزم الى هاهنا وسمعته يقول لو يجوع الكافر خرج من خاطره أنواع الحكمة توفى أبو عبد الله الحسين بايلة عند منصرفه من الحج فى شهر صفر سنة ثمانين وثلثمائة وحمل الى مصر ودفن مع والده فى القبر ومعهما فى القبر أيضا ولده أبو البركات ابن أبى الفضل الجوهرى مات سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة عاش بعد أبيه إحدى وخمسين سنة وبلغ فى الزهد الى درجة أبيه ومعهما فى القبر أيضا أم أبى البركات زوجة الشيخ أبى الفضل وقف أمير مصر على بابها حتى حميت عليه الشمس لتكلمه فلم تكلمه فلما انصرف قالت الحمد لله الذى لم نروجه ظالم وبهذه التربة قبر الشيخ الصالح أبى العباس أحمد المعروف بالمناجى حكى عنه الموفق فى تاريخه انه كان يحتطب فى كل يوم حزمة حطب وينفق ثمنها على الفقراء وكان له حال عظيم قال بعضهم ان انسانا مشى بين يديه ورمى صرة فيها نفقة وقال له يا سيدى خذ هذه الصرة من تحت رجليك فقال والله يا ولدى اننى مستغن عنها ولا أمسكها بيدى ألله تعالى قد حمى عباده من الدنيا وقد أغنانى بهذه الحزمة الحطب التى على رأسى وإن من عباد الله من يقول لهذه الحزمة الحطب التى على رأسى صيرى ذهبا تصير ذهبا فصارت الحزمة ذهبا فقال الشيخ ارجعى كما كنت انما ضربت بك مثلا فعادت كما كانت والتربة معروفة بتربة المناجى وبالتربة أيضا قبر الشيخ أبى العباس أحمد المعروف بالخياط ويعرف أيضا بالمدلى وقبره تحت رجلى أبى الفضل الجوهرى كان مقيما بجامع مصر وأقام معتكفا فى المسجد ثلاثين سنة وكان قوته وكسوته من خياطته وكان يخيط قميصا فى كل جمعة بدرهم ودانقين طعامه وشرابه وكسوته منها فى غلاء السعر ورخصه وما طلب من أحد شربة ماء قط وكان زاهدا ويلبس الخشن من الثياب وكان حافظا للسانه ولم ينقل عنه انه اغتاب أحدا قط وكان سليم القلب كثير الاجتهاد فى طاعة الله مع ملازمة الصوم وكان لا يفتر لسانه عن تلاوة القرآن وكان فقيها جيدا على مذهب الامام الشافعى وكان مكاشفا وربما أخبر بأشياء تحدث فى المستقبل وكان صادقا مقبولا عند الناس يستسقى به الغيث ويتبرك بدعائه حكى خادمه قال توليت خدمة الشيخ فى مرضه فقال لى حضرت الملائكة عندى وقالوا لى تمت ليلة الاحد فكان كما قالوا فلما كان ليلة الاحد قعدت عنده وما كان يصلى الاجماعة فصليت بهم المغرب فقال لى تنح فاننى أريد أن أجمع بين صلاتين فانى لا أدرى ما يكون منى ثم جمع بين صلاتين وشفع وأوتر ثم أخذ فى السياق وهو حاضر معنا الى نصف الليل فقمت فأرحت نفسى ساعة ثم جئت فقال أى وقت هو قلت