من الجهة القبلية حوش ابن غلبون ذكره الموفق فى تاريخه وبنو غلبون قبور متلاصقة الى بعضها أحدها قبر الشيخ الفقيه الامام العالم أبى الطيب ابن غلبون كان من كبار المحدثين روى بسنده قال لما أمر الوليد ببناء مسجد دمشق وجدوا فى الحائط القبلى لوحا من حجر فيه مكتوب بالنقش كتابة بالقلم الرومى فأتى به الوليد فبعث به الى الروم وسألهم عما فيه فلم يعرفوه فدل على وهب بن منبه فبعث اليه فحضر فلما حضر أحضروا له اللوح فقرأه فاذا هو من بناء هود النبى عليهالسلام فلما رآه وهب حرك رأسه وقرأه واذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم ابن آدم لو رأيت ما بقى من أجلك لزهدت ما ترجو من طول أملك وانما يلقاك ندمك اذا زلت بك قدمك وأسلمك أهلك وحشمك وانصرف عنك الحبيب ورد عليك القليب وصرت تدعى فلا تجيب فلا أنت الى أهلك عائد ولا فى عملك زائد فاعمل لنفسك قبل القيامة وقبل الحسرة والندامة وقبل أن يحضر أجلك وينزع ملك الموت منك روحك فلا ينفعك مال جمعته ولا ولد ولدته ولا أخ تركته وتصير الى منزل ضيق ولا نجد فيه أخا ولا صديقا فاغتنم الحياة قبل الموت والقوّة قبل الضعف والصحة قبل السقم قبل أن تؤخذ بالزلل ويحال بينك وبين العمل وكتب فى زمان سليمان بن داود عليهالسلام وكان أبو الطيب يقول قال بعض الصالحين من خلا بالله أظهره لعيون الناس ومن خلا له أخفاه الله عن عيون الناس وروى عنه أنه قال بت ليلة من الليالى فى أيام أبى حريش وكان يقول بخلق القرآن وأنا مفكر فى ذلك مهموم لما قد نزل بالناس من الفتنة فبينا أنا نائم على فراشى اذا بهاتف قد جاءنى وقال لى قم فقمت فقال لى قل
لا والذى رفع السما |
|
ء بلا دعائم للنظر |
فتزينت بالساطعا |
|
ت اللامعات وبالقمر |
ما قال خلق فى القرا |
|
ن بخلقه إلا كفر |
بل هو كلام منزل |
|
من عند خلاق البشر |
قال فلما فرغت قال لى اكتب فمددت يدى الى كتاب من كتبى فكتبت فيه فلما أصبحت ذكرت الرؤيا فمددت يدى الى كتاب من كتبى كان فى طاق الى جانبى وتصفحته فاذا الأبيات كما قال الهاتف فجلست ولم أخرج الى الطريق فلما علا النهار خرجت الى حوائجى فمشيت قليلا واذا برجل قد قام وسلم علىّ وقال أخبرنى بالرؤيا التى رأيتها البارحة فقلت من أخبرك بها قال شاعت بين الناس وتحدثوا بها فأخبرته بها توفى أبو الطيب ابن غلبون سنة سبع وثمانين وثلثمائة وقيل كانوا أربعة يقرؤن كل يوم ختمة فما برحوا