على ذلك حتى ماتوا وبالتربة أيضا أبو الحسن بن طاهر بن غلبون صاحب التذكرة والتكملة والقراءة وانتهت اليه الرئاسة فى زمنه وحكى عنه أنه كان لا يجيز من يقرأ عليه فى أوّل عمره فجاءه رجل من الغرب يقال له جعفر بن حميد المكناسى فقرأ عليه القرآن وجمع بالسبع فسأله أن يكتب له اجازة يقدم بها الغرب فأبى فقال له انى لم أقدم من الغرب الا لأقرأ عليك فلم لا تجيزنى فقال يا بنى انى أخاف أن تقع منك غلطة فى كتاب الله أو سهوة فذهب وتركه فلما كان الليل نام الشيخ فرأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال له أجزه وأجز من قرأ عليك فلما أصبح قال له بالله عليك ما الذى تعمله من العمل فقال أقرأ فى كل ليلة ختمة وأجعل ثوابها لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فأجازه الشيخ قال الشاطبى لم يكن فى زمن ابن غلبون أعلم بكتاب الله منه والى جانبه قبر أخيه وقبر ابنته المعروفة بعروسة الصحراء ماتت فى الليلة التى أراد ابن عمها أن يدخل بها والقبر رخام بأربع رمامين وقد اشتهر لها كرامة فى هذا القبر وهى أنهم يضعون أيديهم على رمامينه فى الشتاء فيجدونها عرقانة والسبب فى ذلك أنها ليلة دخولها على ابن عمها حصل لها حياء عظيم لانها ما اجتمعت على رجل غير أبيها قط فلما كشف ابن عمها الغطاء عن وجهها رأت ابن عمها فاستحيت منه حياء عظيما وعمت بالعرق ثم قالت اللهم لا تهتكنى على أحد من عبادك فاستجاب الله دعاءها فماتت لساعتها بكرا وأظهر الله هذا السر على قبرها والتربة معروفة باجابة الدعاء ثم تخرج من هذه التربة وتمشى فى الطريق المسلوك مستقبل القبلة تجد على يمينك قبرا داثرا يقال له ابن أخى المقوقس الذى أسلم على يد عمرو بن العاص فى قصة طويلة ذكرها الواقدى فى فتوح مصر قال ابن ميسر فى تاريخه وهو الذى هندس معهم الجامع العتيق وأمرهم أن يتخذوا الكنيسة العظمى جامعا قال الواقدى ولما قتل ابن المقوقس أباه وأمر الساقى أن يجعل له السم فى الشراب وخرج ابن المقوقس لعمرو ابن العاص وجاء أخو المقوقس فسمع بأمرهم فكتم ذلك فلما خرج ابن المقوقس لقتال عمرو هو ومن معه قصدوا دروب مصر فغلق أخو المقوقس الدروب فى وجوههم ومنعهم من الدخول وهرب ابن المقوقس الى الاسكندرية ففتح أخو المقوقس الدروب للمسلمين قال ابن أخى عطايا فى تاريخه ويقال ان هذا قبره قلت وهو الصحيح والى جانبه تربة لطيفة بها قبر أحمد بن محمد مهندس المقياس والى جانبه قبر أبى جعفر النيسابورى والى جانبهم قبر مبشر الخير ذكره الموفق فى تاريخه رؤى فى المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال مت مسلما ولا تبالى ومعهم فى الحومة قبر المؤذن كان موذنا بجامع عمرو بن العاص وفى شرقيهم