عنه القرشى انه مشى فى مسألة من مصر الى بغداد فلما دخلها وجد الشيخ قد مات فسأل عن قبره فأتاه وقرأ عنده ختمة ثم نام فرآه فى المنام فقال له انى جئت من مصر فى طلب المسألة منك وألقاها اليه فأفاده إياها وزاده خمس مسائل فلما انتبه وأراد الخروج من بغداد واذا بمنادى ينادى من دخل الى هذه المدينة واسمه على بن ابراهيم الحوفى فليكلم أمير المؤمنين قال فراودت نفسى عن الرجوع واذا بامرأة تقول يا فلاح يا فلاح فاستبشرت الخير من ندائها فلما أتيت قصر الخليفة رأيته قد نزل لاجلى ووقف بالباب حافيا فلما وقع بصره علىّ مشى خطوات الىّ وسلم علىّ وقال لى ادخل يا أبا الحسن فدخلت والخليفة يحجبنى فلما جلس قال لى ما الذى قال لك الشيخ فى المنام فأخبرته فبينما هو يخاطبنى اذ وقعت بطاقة بخبر ان الروم نزلوا بموضع كذا فقال لى الخليفة يا سيدى فى الجند ضعف وأخاف على المسلمين فبسطت يدى ودعوت وودعت الخليفة ومضيت فأمر لى بدنانير وغلمان فلم أقبل منها سوى درهمين ثم خرجت متوجها الى مصر فوقعت بطاقة بعد أيام ان أولئك القوم من الروم قد هلكوا عن آخرهم فى يوم كذا وساعة كذا فوجدوها الساعة واليوم الذى دعا فيه الشيخ للخليفة قال الخلعى قال الحوفى ما وضعت فى تفسيرى هذا شيأ الا استخرت الله تعالى بركعتين وقال الخلعى خرجت يوما من منزلى وأهلى يقولون وددنا لو أكلنا سمكا فلقينى رجل يريد الشيخ فمشينا فقال لى الرجل خرجت من منزلى وأهلى يقولون وددنا لو أكلنا لحما فلما دخلنا على الشيخ رحب بنا ثم جلسنا فاذا بالباب يطرق فخرج عبد له ودخل ومعه لحم فوضعه بين يدى الشيخ فرفع الشيخ بصره وقال للشيخ الذى اشتهى أهله اللحم قم فامض به الى أهلك فأخذه ومضى به ثم دخل رجل على الشيخ ومعه سمك فقال يا أبا الحسن خذه فأخذته وأتيت به لاهلى وسئل الحوفى عن الفقير فقال من لا يسأل الناس الحافا ولا غير الحاف وكان كثير الزهد فى الدنيا دائم البكاء قال أبو الحسن الخلعى ما رأيته ضاحكا ولا متبسما قط حتى مات وكان يقول لا أبرح كأنى أعاين البعث والحساب وكان يقول لو عرضت على الدنيا وما فيها بغفلة ساعة عن الله ما رضيت بها وكان يقول موت الولد العاق نعمة متتابعة وكان يقول اياكم والعجلة فرب عجلة يغضب منها الرب وكان قد حفر قبره بيده قبل موته وقرأ فيه الختمات فلما حضرته الوفاة بكى فقال له بعض أصحابه مثلك يبكى عند الموت فقال وكيف لا يبكى مثلى وما رأيت منظرا أفظع من القبر ولا أدرى على ما أنا قابل فلما مات ودفن رآه الخلعى فى المنام وهو متبسم فقال له يا سيدى ما عهدتك متبسما فى الدنيا فقال ذهبت تلك الحسرات ومناقبه