وهذا المسجد لا شك فى اجابة الدعاء عنده وذوو الحاجات يقصدونه ويدعون الله عنده
فيعرفون الاجابة ومن المساجد المعروفة المقصودة بالبركة مسجد سكن بن مرة الرعينى
وفى هذا المسجد بئر يستشفى بمائها من الحمى باذن الله تعالى وقد استفاض هذا وهو
مجرب عند المصريين وان من أصابته الحمى واغتسل من مائها يشفى وتذهب عنه باذن الله
تعالى وحكى عن بعض ملوك مصر انه أصابته الحمى فذكر له ذلك فقصد البئر وأتى اليها
واغتسل من مائها وصلى ركعتين ودعا الله تعالى فأذهبها الله تعالى عنه فأمر ببنائه
وتجديده وعمل بأعلاه منظرة بقيت الى وقت الشدّة الكائنة فى سنة سبع وتسعين
وخمسمائة فخربها المفسدون وهى الآن متهدمة دارسة وهذا الموضع معروف عند المصريين
ببئر سكن وهو فى ذيل الكوم شرقىّ الشرف على يسرة السالك من القرافة الكبرى الى درب
الكوم الاحمر وهو أوّل مسجد مبارك مقصود مشهور من الخطة الصحابية وبالخطة أيضا قبر
السيدة الشريفة مريم ابنة عبد الله بن محمد بن أحمد بن اسماعيل بن القاسم الرسى
ابن طباطبا عرف بمشهد النور كان القبر مدفونا فى الكوم بالموضع المذكور بجوار دار
ابن محفوف المنجم بطريق القرافة الكبرى بحارة اليهود غربىّ المسجد المعروف بمسجد
الشرفة جهة شاكر الافضلية عند مصلى الجنائز وكان أكثر الناس من أهل الجيزة يرون
أكثر الليالى على موضع قبرها نورا مثل العمود من موضع قبرها الى السماء فانتهى ذلك
الى جهة الحافظ فأمر بالنبش فى الموضع فظهر القبر وعليه بلاطة مكتوب فيها النسب
المقدّم ذكره فأمر الحافظ ببناء المشهد المذكور وجعل عليه قبة وجعل البلاطة عند
رأس القبر وقد عرف المصريون اجابة الدعاء عند هذا الموضع والحافظ هذا هو الذى بنى
مشهد رقية وهو مشهد رؤيا وبنى مشاهد كثيرة ومساجد كثيرة وقد ذكر هذه الشريفة مريم
الاسعد النسابة فى تاريخه وعدّها القرشى فى طبقة الاشراف وبالقرافة ومصر والقاهرة
مشاهد كثيرة معدودة من مشاهد الرؤيا ومشاهد تعرف بمشاهد الرؤس منها مشهد السيد
الامام الحسين بن على بن ابى طالب ومشهد التبن به رأس ابراهيم الغمر من أعيان
الاشراف عدّه القرشى فى طبقة الاشراف والتبن اسم الذى بنى المسجد وهذا المسجد باق
الى الآن معروف بظاهر القاهرة ومشهد زيد بن زين العابدين وقد ذكر الكندى دخول رأس
زيد هذا الى مصر قبل دخول رأس الحسين ونذكر قصة رأس زيد فى غير هذا الموضع مشهد
رأس محمد ابن أبى بكر الصديق أمه اسماء ابنة عميس الخثعمية وقصته طويلة وقد
اشترطنا فى كتابنا أن لا نذكر الا الأحسن والامساك عما شجر بينهم أتقن بناء هذا
المشهد الزمام ولم يكن بالمشهد