المعروفة الان بتربة ابن السائس كان هذا الشيخ من أجلاء الصلحاء له أحوال وكرامات اشتهرت وكانت نشأته بزاوية الشيخ يوسف العجمى وقد رباه ودخل به الخلوة فأقام بها أياما ثم خرج منها ففتح عليه بجذبة ربانية ثم اشتهر بحاله لما أن أقام بباب القرافة وصار الناس يهرعون اليه من البلاد والقرى وشهد له علماء الزمان بالولاية والصلاح قال سيدى الشيخ يحيى الصنافيرى ليس فى جندى مثل درويش وعرف بفضله الشيخ مسعود المريسى وكان معاصرا له وعاصر أيضا الشيخ شهاب الدين والشيخ صالح والشيخ أحمد الجزورى وجماعة من أولياء وقته قال المؤلف حكى عنه الشيخ حسن المؤدب قال كنت أزور الشيخ عبد الله الدرويش وكان يكرمنى وحصل لى معه أشياء كثيرة من كرامات الاولياء منها انى كنت أدخل عليه فأراه بعينيه ومرة أراه بعين واحدة وكان يتطوّر فى سائر الصفات وصلب الخنزير بباب القرافة وضربت له الخليلية عنده وكان ذلك مجاهدة فى الفرنج وظهرت له كرامات عديدة يعجز الوصف عنها وتوفى فى شهر رجب سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة ومن وراء تربته تربة بغير سقف فيها قبر الشيخ عبد الله الدرعى واذا أخذت فى الطريق المسلوك مستقبل القبلة قاصدا الى تربة الشيخ يوسف العجمى تجد قبل وصولك اليها تربة لطيفة بها قبران أحدهما الشيخ خضر السعودى أخو الشيخ داود الاعزب والآخر الشيخ أحمد البطائحى الرفاعى ثم تأتى الى تربة الشيخ يوسف العجمى العدوى من أصحاب الشيخ عدى بن مسافر الاعزب كان هذا الشيخ يحكى عن نفسه أنه جاع ليلة فرأى الشيخ عديا فى النوم فقدّم له طبقا فيه عنب فأكل منه فى النوم فاستيقظ فوجد حلاوة العنب فى فيه هكذا حكى عنه صاحب المصباح ومعه فى التربة قبر الشيخ أحمد خوش خادم الشيخ عدى ويجاورها التربة المعروفة بالزين زين الدين بن مسافر وهى التربة المعظمة الحسنة البناء ذات القبة كان هذا الشيخ من كبار السالكين المجتهدين له عبادات وسياحات حكى عنه انه بينما هو مسافر ذات يوم فى بعض الطرقات وقد لحقه عطش شديد اذ رأى كوزا مملوأ ماء معلقا فى طاق والهواء يضربه فتاقت نفسه للشرب منه فجلس تحت الطاق لعل أحدا من أهل المنزل يخرج فيطلب منه الكوز فبينما هو جالس اذ أخذته سنة من النوم فرأى حورية عظيمة فقال لها يا سيدتى أنت لمن قالت لمن يخالف نفسه ويترك شهوة الماء المبرد فى الكوز فقال لها ما بقى لى حاجة فى ذلك فضربت الكوز بكمها فانكسر فاستيقظ على حس وقعه على الارض فحمد الله الذى عوّضه عن تلك الشربة بتلك الحوراء ولهذا عرف بصاحب الحورية وهو