ذهب الذين يقال عند فراقهم |
|
ليت البلاد بأهلها تتصدّع |
قال القرشى كان المزنى فى صباه حدادا فمرّت به امرأة فقيرة فقالت له ان لى بناتا وسافر أبوهم ولهن ثلاثة أيام لم يجدن شيئا يتقوّتن به فترك الدكان ومضى فاشترى طعاما كثيرا وذهب معها فخرج ثلاث بنات فقالت واحدة منهنّ وقاك الله نار الدنيا والآخرة فكان فى الدنيا يدخل يده فى النار فلا تضره شيئا وقال ابن بنته ما رأيت جدى ضاحكا قط إما أن يصلى وإما أن يقرأ العلم وإما أن يوجه مسألة فى دين الله تعالى وكان كثير البكاء اذا رأى ميتا محمولا على الاعناق ويشيع الاموات الى القبور فلما مات المزنى وحمل من داره الى القبر رأى الناس الطير على نعشه حتى أنشد من حضر الجنازة أبياتا
ورأيت أعجب ما رأيت ولم أكن |
|
من قبل ذاك رأيته لمشيع |
طيرا ترفرف حوله وتحفه |
|
حتى توارى فى تراب المضجع |
اطهار رسل الله قد نزلت له |
|
والله أعلم فوق ذاك المرجع |
ومناقبه مشهورة غير محصورة وروى عن الشافعى فوائد كثيرة من جملتها من ترك صلاة ولم يعرف عينها ومسائل ذكرها أبو اسحاق. ذكر من حوله من التابعين والعلماء والصالحين والى جانب تربته من القبلة حوش لطيف بين الجدر به قبر الابيض بن عقبة ابن نافع يكنى أبا الاسود وانما سمى بالابيض لصباحة وجهه قال القرشى فى طبقة التابعين هو وابنه الاسود فى قبر واحد والى جانبهم قبر السيدة هند بنت نافع بن الاسود ابن الابيض بن عقبة بن نافع الهاشمى وقد ذكرنا اختها عند تربة سكينة والى جانب قبر المزنى قبر ابن ابنته ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء أخذ عن جده المزنى كان من الابدال الورعين الزهاد وقبره وراء حائط قبر جدّه قلت وهى الحائط الشرقى وهو القبر الصغير فى جدار الحائط ليس يفرق بينه وبين رجلى جده الا الحائط وقد ذكر القرشى بالحومة قبر الفقيه الامام ابراهيم بن محمد الصوفى اشتغل على المزنى قال القرشى وقبره قبلى قبر المزنى وهذا لا يعرف الآن ثم ذكر بالحومة قبر على بن الربيع بن سليمان وهذا لا يعرف الآن وبالحومة تربة الشيخ آدم المراواتى وهى التربة الملاصقة لتربة السيدة هند بينهما تربة محمد بن سعيد المعروف بالنقاش حكى عنه انه كان جالسا بالشارع الاعظم بالدرب المعروف به الى الآن فمر عليه رجل فى يوم الجمعة يريد الثقالة عليه فقال له اصلح لى وكان من عادته لا يعمل يوم الجمعة شغلا فقال له الشيخ رح الى حال سبيلك أدى انت مصلوح فقال الرجل اصلاح الاكاديش قال اصلاح الاكاديش ان شاء الله