سبع قبور على صف قال ابن عثمان فى تاريخه انهم وزراء كافور ثم تأتى الى التربة المعروفة بسناوثنا ذات البابين وهى حوش لطيف بغير سقف (١) ذكرهم ابن الجباس فى طبقة الاشراف وعدهم من أولاد جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين ابن على بن أبى طالب رضى الله عنهم قيل ان كل واحدة منهنّ كانت تقرأ فى كل ليلة ختمة فلما ماتت الواحدة فبقيت الواحدة تقرأ عن أختها وتدعو لها ومعهم فى الحوش قبر السيد الشريف عبد الله والى جانبه قبر الفقيه ابن الخشاب ومن الناس من يأتى الى قبريهما ويتمرغ ويقصد بذلك الشفاء وهذا فعل مكروه التمرغ بين القبور والتبرك بتراب القبور والادب فى الزيارة ان الانسان اذا أتى الى مقبرة أشراف يقرأ انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ورده صاحب كتاب مزارات الاشراف وعند باب الحوش قبر داثر تحت رجلى الطرائفى هو قبر الشيخ مصطفى الانصارى والى جانبه قبر الشيخ أبى الحسن الطرائفى المعروف باقراء الضيف ذكرهما الشيخ موفق الدين بن عثمان فى تاريخه حكى عنه انه كان يحب الفقراء ويكرمهم غاية الاكرام فبينما هو ذات يوم جالس فى حانوته اذ مر عليه عشرة من الفقراء فسلموا عليه فأكرمهم غاية الاكرام وأضافهم الى داره وصار يشهيهم فى المأكل وغيره فاشتهى كل منهم عليه شهوة فقضاها لهم وكان فيهم فقير لم يأكل له شيأ فقال له يا سيدى لم لا تشتهى فقال أشتهى منك أن تزوجنى ابنتك وكان له ابنة جميلة فقال له حتى أشاورها فمضى اليها وقال لها قد طلبك منى رجل من الفقراء يتزوج بك فقالت يا أبت تكون هذه عين السعادة فكتب كتابه عليها وأتى اليه بأثواب وألبسه اياها ودخل عليها فى ليلته فبينما الطرائفى نائم فى تلك الليلة اذ رأى ان القيامة قد قامت والخلق مجتمعون فى المحشر والحق سبحانه وتعالى يفصل بين عباده واذا بمناد ينادى أين الطرائفى فجىء به فى الموقف وخوطب بأحسن خطاب وقيل له انظر الى هذا القصر فنظر اليه فاذا هو قصر عظيم فقيل هذا عوض عن اكرامك للفقراء ثم أفرغ عليه ثياب من السندس الاخضر وقيل له هذا عوض عن الثياب التى ألبستها للفقير ثم قدم بين يديه موائد عليها أوان من الذهب والفضة فيها من المأكل مالا يعبر عنه وقيل له هذا بأطعامك للفقير ثم جىء اليه بحوراء لو برزت لاهل الدنيا لماتوا شوقا اليها وقيل له هذه عوض عن ابنتك التى زوجتها للفقير ثم قيل له أرضيت عنى كما رضيت عنك ها وجهى فتملى بالمشاهدة فاستيقظ من منامه وتلك الاثواب عليه وطعم الاكل فى فيه مسك وعنبر وروائح تلك الحورية وقد سكر من لذة الخطاب فقام فرحا مسرورا مما رأى فقال أروح الى الفقير
__________________
(١) كذا بالاصل