ثم ترجع من دكاكين بنى بدر قاصدا الى ثربة الشهيد فى محرابه تجد على قارعة الطريق حوش الفقهاء بنى ناشرة عليهم أعمدة مكتوب عليها بالقلم الكوفى أسماؤهم والى جانبهم حوش الفقهاء أولاد العجمية هكذا مكتوب على أعمدتهم ومكتوب على عمود منها الشيخ خليل بن العجمية ثم تمشى فى الطريق المسلوك الى التربة المعروفة بتربة ابن حمدان واسمه تقى الدين ابراهيم الواعظ وتعرف الآن بتربة صدقة الشرابيشى ومن غربيه قبر عدى ابن الحسن الكعكى ومن شرقيه قبر الشيخ منصور الزعيم وقبر الفقيه أبى اسحاق المعروف بابن ناشرة الدخاخينى ومنهم أبو عبد الله محمد بن ناشرة المتصدر بجامع مصر انتهت اليه الرئاسة فى زمنه وهو جد بنى ناشرة وبها قبر الشيخ الفقيه الامام أبى المنيع واسمه رافع بن دغمش الانصارى سمع الحديث وحدث عن أبى القاسم مكى وعن عبد السلام الرملى وكان اذا صلى الصبح جلس فى مكانه فى محرابه حتى تطلع الشمس فدخلوا عليه يوما فوجدوه مذبوحا فى محرابه ولم يعلموا قاتله فاجتمع أهل مصر يبكون عليه ومشى الامراء والسلطان فى جنازته وكان يوما مشهودا فلما كان اليوم السابع من قتله ذبح يهودى بجانب مسجده فدفن ولم يعلم قاتله فرأى اليهودى بعض جيرانه فى المنام فقال له من قتلك قال الذى قتل الفقيه رافع وهو فلان فلما أصبح أعلم بذلك شرطى البلد فوصى عليه فأحضره ومعه غلامه فقال الغلام على أى شئ تمسكونى والله هذا الذى قتله وهذه المدية التى ذبحه بها وكانت البارحة تئن كما يئن المريض فاعترف وصلب بالحمراء فجاء الكلب وولغ فى دمه فقال الامام عبد الغنى أشهد أن الكلب لا يلغ فى دم مسلم وروى القاضى عياض هذا اللفظ عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى أمر الرجل الذى قتل حين رأى المطرود فى الطريق فقال اطلبوه فان الكلب لا يلغ فى دم مسلم وتوفى رافع فى سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ووافق عليه ابن عثمان فى تاريخه وذكر ابن الجباس فى طبقة الشهداء محمد بن الحسن بن عبد الله الكتانى الشهيد بجامع مصر وقال قبره تحت حائط دار ابن حمدون الواعظ هل هو أشار بهذا الاسم الى رافع أو الى غيره ولم نر المشايخ يذكرون بهذا المكان غير الشهيد فى محرابه وحكى عنه القرشى انه قتله بعض الرافضة وهو ساجد بالليل ثم دخل الذى قتله فى بيته ليأخذ ما فيه فلم يجد فيه شيأ من أمتعة الدنيا غير ختمة فأخذها وخرج من باب المنزل فلقيه صاحب الشرطة فقال له ما الذى معك قال مصحف فقال له وتعرف تقرأ قال نعم قال افتحه واقرأ ففتحه ووجد فى أول سطر ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها فقال لا شك انك قتلت هذا ولم يزل حتى قرره فأقر فصلب