يا سيدى قال بشر اخوانك وادفع لهم ما بقى معك من الدنيا فقال يا سيدى لم أدخر منها شيئا فقال ادن منى فدنوت منه فضربنى على رأسى فتساقط الذهب من عمامتى فقال كيف تخبىء من اخوانك فأخذه وربطه فى شجرة أم غيلان وقال من هنا لا تتبعنا فلما ان قضينا مناسك الحج وعدنا الى مصر واستقر الشيخ فى زاويته خرج بعض الفقراء فرأى الخادم على الباب مكتفا فأخبر الشيخ بحاله فقال أنتم راغبون فيه قالوا نعم قال فائذنوا له فى الدخول فدخل وقبل يد الشيخ وقام على عادته فى الخدمة فلما استحضر الشيخ للوفاة سأله الفقراء من يكون مكانه فأشار الى خادمه فلما توفى الشيخ أجلسوه مكانه فلما كان أوان الحج جمع الفقراء وقال لهم أنتم تعرفون عادة الشيخ فى كل سنة ثم وضع لهم سجادة وقال كل من كان معه شئ ومن لامعه شئ يحط يده تحت السجادة ثم هيأ لهم الزاد وساروا الى أن أتوا الى ذلك المكان الذى ضرب فيه الشيخ الخادم فقال للفقراء اقرؤا للشيخ الفاتحة فقرؤها وأهدوها الى الشيخ ثم بكى الخادم بكاء شديدا ثم ضحك فقال له الجماعة ما هذا البكاء والضحك فقال أما بكائى فعلى فراق الشيخ وأما ضحكى فعلى نفسى والله لما ضربنى الشيخ على رأسى ما كان معى لا أحمر ولا أصفر وانما الشيخ كان ينفق من الغيب فاشتهى ستر نفسه ولما ربطنى فى أم غيلان ومضيتم الى حال سبيلكم كنت معكم فى طول الطريق أتولى خدمة الشيخ ولم يرنى منكم أحد وكان الشيخ يغيبنى عنكم ثم تمشى من هذا القبر قدر عشرين خطوة تجد حوشا لطيفا به قبر الشيخ أبى الحسن على المعروف بالسكران من خشية الله وقيل ان به قبر ناجية الانصارية وكتبوا على باب الحوش قبر الشيخ محمد الآدمى ثم تمشى وأنت مبحر قاصدا الى قبر الشيخ عبد الله الاسمر تجد قبل وصولك على يدك اليمنى حوشا كبيرا بغير سور فيه قبر الشيخ ناصر الدين أبى عبد الله محمد المصمودى السعودى جدّ المؤلف عفا الله عنه كان يحب الفقراء ويجود عليهم بما عنده من المال ويصل الارامل ويكثر من زيارة الاخوان ومعه فى التربة جماعة من ذريته ومن وراء هذا الحوش قبر داثر عليه مجدول كدان مكتوب عليه الشيخ أبو الليث المعروف بالقطان ثم تأتى الى قبر الشيخ عبد الله الاسمر معروف مشهور بالخير والصلاح كان مؤدبا حكى عنه الغاسل لما غسله انه لم ينزل منه شئ من ماء غسله على الارض الا أخذه أهل مصر واقتسموه فى مكاحلهم ورأيت نورا عظيما قد أضاء على بدنه وقد ذهبت تلك السمرة من جسده وصار أبيض من اللبن وله حكايات مع ابن صولة المالكى نذكرها عند قبره ثم تأتى الى قبر صاحب الاسد وهو الشيخ أبو القاسم