انما مشيت على الارض وأنت خيل لك ذلك فلما وصل الى البرّ ونزل ومضى الى حال سبيله مضى صاحب السفينة الى بعض الامراء وأخبره بذلك فأخبر الامير السلطان بذلك فأراد النزول اليه فشاع الخبر أنه قد توفى رضى الله عنه فنزل وصلى عليه قال ولما صلى عليه سمع بعض من حضر جنازته قائلا يقول رحمك الله يا ابن برى ما شغلتك الدنيا عنا ولا غرك ما فيها وقال بعض العلماء رأيت ابن برى بعد موته فقلت له ما كان منك فقال لما جعلتمونى فى القبر وانصرفتم عنى أتانى اثنان فقال أحدهما من ربك فقلت وهل غير الله رب فقال الآخر ومن نبيك فقلت محمد رسول الله ثم قرأت لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير وكما سألتمانى فأنا أسألكما فقلت من ربكما فقالا نم فقد عرفت الله وقال أبو سعيد ما رأيت أنصح من ابن برى ولا أزهد ما كانت الدنيا تساوى عنده جناح بعوضة ولولا ما أعطى من العلم ما عدّه القرشى من العلماء وقال له بعضهم يا سيدى لم لا تعرف ما يعرفه الناس فقال انى لما كنت صغيرا كنت أخرج من البيت الى المكتب ومن المكتب الى البيت لا أعرف غير ذلك الى أن بلغت الحلم فلما بلغت الحلم قرأت العلم فكنت آتى من البيت لحلقة الدرس ومن حلقة الدرس الى البيت الى الآن لا أعرف غير ذلك ولم أزل منقطعا عن الناس كما ترونى لا أخالط أحدا الا فى الطاعة وكان يقول مسكين من يلقى الله بالذنوب ما أشدّ خجله ولو مع العفو وفى طبقته الفقيه الامام العالم أبو العباس أحمد بن أبى الطاهر اسماعيل ابن الشيخ على بن غنايم الانصارى الدمشقى الاصل عرف بابن النحاس المصرى المولد الحنبلى المذهب مات بالقاهرة سنة ثلاث وأربعين وستمائة وكان مولده سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة كان فقيها عالما سمع الحديث من أم عبد الكريم فاطمة ابنة سعيد الخير الانصارى وهو ابن أخى أبى سعيد كان من الفقهاء الزهاد وقال القرشى قبره على الطريق المسلوك الى جهة السنهورى تحت الدار العالية قال المؤلف والدار العالية قريب من ابن دغش الانصارى وفى طبقته الفقيه الامام العالم زين الدين النحوى كان بحاثا فى العربية اشتغل عليه جماعة وانتفعوا به ولا يعرف له الان قبر وفى طبقته الامام الفقيه العالم محب الصالحين ابراهيم بن اسحاق كان من أهل الخير والصلاح قال أبو الحجاج المدرس بمدرسة المالكية كان يطوف على زوايا المشايخ وأماكن الفقراء وحكى انه وجد فقيرا فى مسجد نائما وهو متوسد لبنة فجلس عند رجليه حتى استيقظ فقال له ادع الله لى فقال حماك الله من النار فلما كان الليل سمع قائلا يقول ان الله قد استجاب دعوة ذلك