وقد ذكرناها فتجد قبل وصولك الى التربة على الباب الثانى المدور تربة لطيفة بها قبر المرأة الصالحة زينب الفارسية كانت من الصالحات العابدات مشهورة بفعل الخير مذكورة بمداومة زيارتها خلفا عن سلف ثم تدخل الى تربة الشيخ زربهان وهو الشيخ الامام العالم أبو عبد الله محمد المعروف بزربهان العجمى الفارسى ذكره الشيخ زكى الدين المنذرى فى معجمه وأثنى عليه وعدّه فى مشايخه وهو معدود فى طبقة الصوفية والعباد حكى عنه الشيخ زكى الدين رضى الله عنه انه لما دخل الى مصر وهو فى حال تجريده نام على حانوت رجل صفار يعنى نحاسا فسرق الحانوت تلك الليلة وجاء صاحب الحانوت فوجد حانوته سرق فقال لصاحب الدرك ما أعرف حانوتى الا منك فقال صاحب الدرك ما كان نائما على حانوتك الا هذا الفقير فقال الرجل ان كنت اتهمت هذا الفقير فأجرى على الله فانى توسمت فيه الخير قال فنظر الشيخ الى صاحب الدرك وقال ان من عباد الله من يقول لهذا الطبق صر ذهبا فيصير ذهبا بأذن الله تعالى قال فصار الطبق ذهبا فنظر اليه الشيخ وقال له عد كما كنت انما ضربت بك مثلا فعاد الطبق الى حالته قلت وهذه الكرامة تعدّ من انقلاب الاعيان فقال له الرجل يا سيدى ادع لى فقال أغنى الله فقرك فأغنى الله الرجل وكان يعدّ من أغنياء مصر ببركة دعوة الشيخ رضى الله عنه
وأما انقلاب الاعيان كرامة للاولياء فكثير ذكر الشيخ عبد الله اليافعى فى كتاب روض الرياحين جملة من انقلاب الاعيان وعد لهم كرامات كالمشى على الماء والطيران فى الهواء والكشف عن أحوال الموتى وسماع كلام الموتى واحياء الميت باذن الله وانزواء الارض لهم والكلام على الخاطر والكلام على المستقبل والكلام على الماضى والاخبار بالمغيبات والانفاق من الغيب وايثارهم على أنفسهم وانفلاق البحر لهم وركوب السحابة وأعظم من هذا أنهم يشفعون يوم القيامة بعد شفاعة النبى صلىاللهعليهوسلم وقال العلماء رضى الله عنهم كلما كان معجزة لنبى جاز أن يكون كرامة لولى الا ما خص به النبى صلىاللهعليهوسلم فانه لا يكون لأحد مثله ولهذا الشيخ زربهان كرامات خارقة وعبادات ومجاهدات وحكى عنه بعض مشايخ الزيارة أنه كان عنده قط وكان الشيخ قد ألقى فيه سرا حتى انه كان اذا قدم على الشيخ أضياف يصيح بعددهم فصاح يوما أربعين مرة وجاء الضيفان فعدّهم الشيخ فوجدهم واحدا وأربعين رجلا فمعك أذن القط وقال له لم كذبت فقام القط وطاف عليهم واحدا واحدا حتى أتى الى رجل منهم فطلع على رأسه وبال عليه فنظر الشيخ الى الرجل فاذا هو نصرانى فقال له الشيخ أنت على هذه المثابة وتصحب