يقول ما رأيت أحسن بزة منه وجاءه رجل ومعه دراهم فقال ما هذه فقال جائزة التدريس فبكى وقال والله امتهنا حرمة العلم وقال بعض العلماء كنت أجالس الطوسى فقال لى يا هذا ان كرامة الله للعبد حسن الثناء عليه وان عنوان هوانه على الله سوء الثناء عليه والناس أحاديث فان استطعت أن تكون أحسنهم حديثا فافعل وكن كما قال ابن دريد
انما المرء حديث بعده |
|
فكن حديثا حسنا لمن وعى |
مات رضى الله عنه بعد الخمسمائة وقبره معروف الآن وحوله جماعة من ذريته ويليه من الجهة القبلية مقبرة البكريين بها قبر عبد الله بن هاشم البكرى قال المؤلف ورأيت على قبر منها مكتوبا الشيخ أبو الفتوح الحسين بن الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك ابن عبد الله بن الحسن بن القاسم بن علقمة بن نصر بن معاذ بن عبد الرحمن بن القاسم ابن محمد بن أبى بكر الصديق وعلى آخر الشيخ صدر الدين أبو على الحسين بن محمد بن محمد البكرى وعلى آخر شمس الدين الحسين بن محمد بن محمد البكرى وقد دثر أكثر هذه المقبرة ويليها من الجهة الغربية مقبرة المهلبيين بها جماعة من العلماء منهم أبو بكر بن عبد الغفار المهلبى الهمدانى قال كنت أحفظ الشعر وأكثر من حفظه فرأيت فى النوم رجلا ومعه جفنة نار مملوءة وهو يأخذ منها ويلقيه فى فمى فقمت وأنا خائف مما رأيت فأتيت بعض العلماء فقصصت عليه ذلك فقال عندك مال حرام قلت لا فقال هل تحفظ الشعر قلت نعم قال هو ذلك فتركته وطلبت العلم وقال رأيت عمارة الشاعر فى النوم فقلت له يعجبنى قولك
يا قوم ما فى الهوى العذرى أعذار |
|
لم يبق لى مذ أقر الدمع انكار |
لى فى القدود وفى ضم النهود وفى |
|
لثم الخدود كنايات وآثار |
هذا اختيارى فوافق ان رضيت به |
|
أو لا فدعنى وما أهوى وأختار |
فقال لم ينفعنى مما قلت غير بيتين قلت وما هما فانشدنى
طمع المرء فى الحياة غرور |
|
وطويل الآمال فيها قصير |
وحياة الانسان ثوب معار |
|
واجب أن يردّه المستعير |
ثم قال تجنب الشعر وعليك بالعلم مات رضى الله عنه سنة احدى عشرة وستمائة ومعه فى التربة الموفق أبو محمد عبد اللطيف بن عبد الغفار المهلبى مات سنة ثمان وستمائة وبها أيضا قبر الشيخ أبى العز أحمد بن قاسم بن أبى النصر الشافعى عدّه القرشى فى طبقة العلماء مات سنة ست وأربعين وستمائة وبها أيضا قبر الشيخ تقى الدين محمد شيخ الصوفية