ابن عثمان فى تاريخه وحكى عنهم أن رجلا جاء بعد موتهم الى السوق يطلب شيئا لله تعالى وقال لرجل لعلك أن تأخذ لى شيئا من أهل الخير فقال أنا أدلك على أهل الخير فجاء به الى قبورهم وقال له هؤلاء سماسرة الخير فقال له أتيت بى الى قبور ثم جلس عندهم محزونا جائعا فنام مما لحقه من الهم فرأى فى منامه واحدا منهم فقص عليه القصة فقال له الشيخ امض الى دارى بالمكان الفلانى تجد ولدى فقل له يحفر فى مكان كذا من الدار ومهما وجده يدفع لك منه ما تنفقه قال فاستيقظ الرجل وأتى الى الدار التى وصفها له واجتمع بولده وذكر له المنام فحفر فوجد برنية فيها ثلثمائة دينار فاخذها ودفع للرجل منها ما أغناه عن السؤال فهؤلاء فاعلو الخير فى حياتهم وبعد وفاتهم رضى الله عنهم وهم ثلاثة قبور على صف واحد وهم السيد أحمد والسيد عبد الله والسيد على ويعرفون بالسكريين أيضا وعلى باب تربتهم فى جدار الحائط قبران لطيفان أحدهما الفقيه القرطبى صاحب التربة وغشم البلان ويليهم من الجهة القبلية قبر الشيخ يحيى المعروف بنار القدح وعلى جانب الطريق المسلوك ابن رفاعة السعدى ومن وراء تربتهم قبر الفقيه أبى عبد الله محمد بن الحسين الهاشمى الحنبلى ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء وقال قبره وراء سماسرة الخير مكتوب على قبره هذا الذى أفنى عمره فى طاعة الله وهو لا يعرف الآن ومن وراء تربتهم قبر الشريفة بنت الشريف أبى العباس ابن الخياط الهاشمى قال المنير اسمها عائشة ومن وراء تربتهم عمود مكتوب عليه الشيخ أبو الحسن الصقلى وعند باب تربتهم قبر الشيخ ابراهيم الغيطى وعلى اليمين وأنت قاصد الى مدروز الفقراء قبر الصياد قال المنير واسمه ابراهيم عرف بصاحب السمكتين ومقابله تربة بها الفقهاء أولاد ابن صورة ومن جهة الخندق مقابل لهذه التربة قبر السيدة عرفة ابنة السيد عبد الوهاب السكندرى ثم ترجع الى التربة المعروفة بالكنز وقد ذكر القضاعى هذا المسجد فى كتاب الخطط وعده من مساجد الصحراء وقال الموفق ابن عثمان هو المسجد المعروف بالكنز تحته الكنز وكان هذا المسجد صغيرا جدا فهدمه رجل يعرف بالقرقوبى وبناه روى القضاعى أنه لما أن هدم هذا المسجد وأمر بعمارته رأى فى النوم قائلا يقول له احفر على خمسة أذرع تجد من تحت هذا المسجد كنزا قال فاستيقظ وقال هذا شيطان فرأى ذلك ثلاث مرات فلما أصبح أتى المسجد وأمر بعض الفعلاء بحفر الموضع الذى قيل له عنه فحفر فاذا قبر عليه لوح كبير وتحته ميت فى لحد كأعظم ما يكون من الناس جثة وأكفانه طرية لم يبل منها شئ الا نحو رأسه فانه رأى شعره قد خرج من الكفن فقال هذا هو الكنز بلا شك