وأمر باعادة اللوح فى التراب وأخرج القبر عن جدار الحائط وأبرزت التربة للناس مقابله قبر الرجل الصالح المعروف بشحاذ الفقراء كان اذا رأى فقيرا يمضى الى الاغنياء ويطلب منهم ويأتى بما يحصل للفقير وقيل انه أخذ على اسم الفقراء شيئا كثيرا وفرقه بينهم على قدر حاجتهم فبقى معه فضلة فلم يجد بمصر فقيرا يدفعها اليه وقبره معروف بجدار الحائط مقابل لتربة الكنز ويليه من الجهة القبلية مقبرة الصواغ كانوا أهل خير وصلاح حكى عنهم بعض مشايخ الزيارة انه كان بعضهم يبيع ويشترى المصاغ فجاءت امرأة يوما من الايام لتشترى منه سوارا فأجلسها على حانوته ثم طلب يدها ليقيس عليها سوارا فمدت يدها فنظر اليها فأعجبته فمسك يدها وقبلها فجذبت يدها منه وقامت ومضت فوقع فى نفسه من ذلك شئ عظيم واستغفر الله تعالى وعقد التوبة وقال لنفسه انظرى كيف فعلت هذه الفعلة الذميمة ولام نفسه لوما عنيفا ثم أغلق حانوته وأتى الى منزله فلما دخل واستقر به الجلوس قالت له زوجته أى شئ صنعت اليوم من القبائح فى الحانوت فقال لاى شئ تسألى فقالت ان السقاء جاء اليوم وسكب لنا الماء على العادة فمددت يدى لأعطيه الفلوس من وراء الباب فلما أخذ الفلوس قبل يدى وجذبنى فجذبت يدى منه فأطلقنى ومضى فقلت فى نفسى هذا ماله عادة بذلك ولولا أن زوجى فعل ما يوجب مجازاته بذلك ما فعله فقال لها الشيخ نعم جرى ما هو كيت وكيت وحكى لها الحكاية ومعهم فى الحوش قبر الفقيه الشيخ العالم أبى العباس أحمد ابن الخطية اللخمى المالكى كان من الفقهاء المالكية ذكره القرشى وعدّه فى طبقة الفقهاء كان يسكن بالشارع الاعظم وأقام به عدّة سنين يقرأ الحديث ويأكل من نسخ يده وكان له بنت يعلمها فكانت تنسخ وضربت على خطه وكان يعرض عليه المال فلا يقبل ويأتيه سلاطين مصر بالمال فلا يقبل منهم شيئا وجاءه رجل من اخوانه وقال له يا سيدى اشتريت هذا البلين على اسمك وأسألك أن تقبله منى فقال عاهدت الله أن لا أقبل من أحد شيئا فحلف الرجل بالطلاق الثلاث لا بد من قبوله فقال قد قبلته اجعله على الحبل وكان فى مسجده فجعله على الحبل فأقام ثلاثين سنة معلقا على الحبل ولم يزل مقيما بالشارع الى نوبة مصر المشهورة وحريقها فنزل فى دويرة بها وتوفى فيها وقبره مشهور بهذه الخطة معروف الى الآن وكان يقول عاهدت الله على العزلة والجوع وقال عبد الله بن سعيد غلطت فى حديث فقلت على من أصححه فنمت فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال لى صحح حديثى على ابن الخطية فانى أحبه وان الله يحبه بحبى اياه وقال بعض الفقهاء المالكية قلت لابن الخطية قيل عن المزنى