وقرنت ذكرى مع ذكرك ايلافا وعرفتك نفسى وصافيتك اعطافا وجللتك سترى الحافا فاشكرينى أزدك أضعافا ثم قال يا قلوب صفوتى التئمى ويا أهل محبتى حافظى على لزوم مودتى أنا الرب فلما وعت القلوب كلام المحبوب وردت على بحر الفهم فاغترفت منه روى الشراب فهل عليها عارض صدر اليها من محبوبها فسجدت له تعظيما وأذن لها فكلمته تكليما فأفرغ عليها من نوره فزادها تهييما فرجعت الى الابدان بطرائف الفوائد فظمئت وعطشت فهل تدرى ما أعطشها وكشف لها عن غيوبها فطاشت وشاهدت قربه فعاشت فى كل يوم تطالع علما جديدا فهو لها يزيد وكيف لا يكون هذا العبد كذلك وأنوار الصدق عليه متراكمة ومراتب الحقائق فيه متصبب وروحه قد سارت فى مراتب التوفيق باقلاع الانابة الى محبوبها تسير فلو شاهدت سرائرهم وقد وصلت اليه فروّاها من نسيم قربه وزوّدها من طرائف علمه المكنون ففى ذلك فليتنافس المتنافسون ثم بكى طويلا وقال يا ذا النون ألا لهج خدوم ألا بطل يدوم ألا حليف وداد ألا صحيح اعتقاد ألا حبيب لبيب ألا مطرود كئيب ألا شيخ مشتاق ألا راغب فى الجزيل ألا عارف بالجليل أين من أسرجت بواطنه بحب الله أين من ظهر على جوارحه نور خدمة الله فشهد شواهد الهيبة عطاياه بحمد الله أين من شهد القرب فلم يتحرك أين من راقب الرب فى سرائره أين من دامت معاملته أين من نطق بعلم القرب أين من شرب بكأس الحب أين من عرف الطريق أين من نطق بالتحقيق أين من أدنى فلم يبرح أين من شوق فلم يفرح أين من سقى فباح أين من بكى فناح أين من ألف فشغل أين من وصل فغنم أين من لزم فأخبر أين من صلح فأحضر أين من رضى فقنع أين من صبر فاشبع أين من بكى بعويل أين من صرخ بعليل أين من رضى فطاب أين من شوق فذاب أين من شفه الوداد أين من جد باجتهاد أين من همه الحبيب أين من دهره غريب أين من طالع المكشوف أين من أمر بالمعروف أين من تألف الهموم أين من خدمته الصيام أين من عمله القيام أين من ذاق ما أصف أين من جد ملتهف أين من كان ذكره غذاه أين من قلبه مرآه أين من بان واستبان يا ذا النون لو رأيتهم وقد استخرجهم بعد ما أحسن تقويمهم وأجلسهم على كراسى الاطباء وأهل المعرفة وجعل تلامذتهم أهل الورع والتقوى وضمن لهم الاجابة عند النداء ثم قال لهم يا أوليائى ويا أهل صفوتى ان أتاكم عليل فداووه أو فارّ منى فردّوه أو آيس من فضلى فعدوه أو مبارز لى بالمعاصى فنادوه أو مستوصف نحوى فدلوه أو خائف منى فأمنوه