أو مسىء بعد احسان فرغبوه أو من جنى جناية وحزن فسرّوه وان وهبت لكم هبة فشاطروه ويا أهل صفوتى من خلقى لا يفزعنكم صوت جبار دونى ولا مخلوق سواى انه من أرادكم بمكروه قصمته ومن أذلكم أهلكته ومن عاداكم عاديته ومن أحبكم أحببته فلما نظر القوم الى حسن لطفه بهم اجتهدوا غاية الاجتهاد فى خدمته وألفت الجوارح منهم المسارعة الى مرضاته والمبادرة الى طاعته فاسقطت الراحات وأزالت الآفات فورّثهم اخلاصهم الزفرات ثم تضاعفت لهم التحف فاذا جاء النهار بكى عليهم الدجى ويستبشر بهم الفجر وتودعهم الكواكب ويصافحهم النهار وتساعدهم الافلاك ثم يتصل فكرهم الى العرش ثم تصل أنفاسهم الى الكرسى فعند ذلك يا أخى تترحب بهم السموات وتسلم عليهم الجبال وتأنس بهم الوحوش وتفرح بهم المواطن وتخضع لهم الملوك وتلوذ بهم المواشى وتتبرك بهم الاشجار وتحنّ اليهم البهائم ويأتى من أجلهم القطر ويتضاعف ببركتهم النبات وتهابهم الفجار وترهبهم الشياطين وتحفهم الملائكة فى الليل والنهار وتسلم عليهم الحيتان فى البحار واذا نظروا الى الارض تقلبت عن أنواع الزهر اذا مدّ أحدهم يده الى العليل أبراه أو وعظ سقيم قلب شفاه واذا نظرت اليه شهد له قلبك بالصدق أنسوا بالوحدة بعد الاجتماع وخالطهم الجوع بعد الطعام وسارعوا الى الظمأ بعد الشراب ولبسوا الخروق بعد الحرير وركنوا الى الخراب بعد القصور انتهى والى جانبه معه فى التربة قبر الشيخ أبى الربيع سليمان الزبدى ذكره القضاعى فى تاريخه وله حكايات مشهورة مع الوزير أبى بكر المادرائى حكى عنه ابن عثمان انه كان اذا مرّ على أناس يشمون منه رائحة الزبدة فقالوا له انا نشم عليك رائحة الزبدة فقال أنى أحبها فأظهرها الله علىّ قال ابن عثمان والحومة حومة مباركة ينبغى لمن يقف فى ذلك المكان أن يبتهل الى الله تعالى ويدعو فانه يستجاب له قال المؤلف ومعنى قوله يدعو ويبتهل أن يقف ما بين شقران وذى العقلين فانى رأيت المشايخ يقفون فى هذا المكان ويستقبلون القبلة ويبتهلون الى الله تعالى بالدعاء ويخبرون بفضل هذا المكان والى القرب من تربة شقران تربة قديمة بها قبر الشيخ أبى الشعرا ويقال له صاحب الدار ذكره ابن عثمان وقال انه كان له دار يسكنها لله عزوجل ويجعل لمن يسكنها ما يأكل وما يشرب والكسوة له ولعائلته فى كل سنة ومعه فى التربة قبر الشيخ أبى الحسن على بن الحسين بن عمر المعروف بالفراء أحد مشايخ المحدثين حدّث عن أبى زكريا عبد الرحمن بن أحمد النحوى وغيره من المشايخ ولم ينشر الحديث بالديار المصرية أحد أكثر منه ومعه جماعة من الاولياء وقبلى شقران قبر داثر