بنى شاس وبنى خلاص وبنى رصاص وبنى اراش وبنى البكاء والشيخ قمر الدولة والشيخ سالم المعروف بصاحب النوبة وهى الصف القبور القريبة الى المحاريب وأما بنو خلاص فهم قريبون من الجهة الشرقية والمعروف منهم الآن الفقيه أبو اسحاق ابراهيم المعروف بابن خلاص الانصارى كان من أكابر العلماء ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء والى جانبه قبر أبيه وولده يحكى ان رجلا سكن الى جانب داره فسرقت داره فجمع أهل حارته وأتوا الى الفقيه ابن خلاص وسألوه أن يدعو لهم فقال اللهم من كان بريئا فلا تسلط عليه الظالمين فأتوا بهم الى صاحب الشرطة فأمر أن يعروا رجلا رجلا فجرّدوا أول رجل منهم وتقدّم اليه رجل ليضربه فمسكت يده ففعل الثانى كذلك حتى لم يبق منهم الا رجل واحد فقال أنا أخذتها فقيل له لم أقررت قبل الضرب فقال سمعت الفقيه ابن خلاص يقول اللهم من كان بريئا فلا تسلط عليه الظالمين وأنا غير برىء فخشيت من الضرب والتسليط وقد تبت الى الله تعالى فأخذت الأمتعة وأطلق وتاب صاحب الشرطة خوف أن يكتب من الظالمين وبالتربة أيضا قبر قريب من الفقهاء بنى شاس مكتوب عليه قبر أبى محمد من أولاد بنت أبى العباس أحمد بن الخليفة المستضىء بأمر الله أمير المؤمنين ابى محمد الحسن بن الخليفة المستجير بالله أمير المؤمنين وعليه بلاطة كدان وهذا النسب صحيح وبالتربة أيضا قبر الفقيه محمد المرابط كان فقيها اماما عالما وكان خياطا لا يأكل لاحد طعاما وكان اذا خاط لاحد ثوبا يقول له على شرط أن لا تعصى الله فيه فيعاهده على ذلك وكان كل من عصى الله وهو لابس ما يخيطه الشيخ يخنقه حتى يشرف على الموت وينوى التوبة وبها أيضا قبر عند رجلى الشيخ أبى الحسن ابن بنت أبى سعد به الفقيه أبو الثريا المقدّم ذكره كان من السادة العلماء وكان يقول لو اشتغلت عن الله ساعة ما هنا لى عيش ساعة من الدنيا وكان كثير الورع وهو مالكى المذهب وكل من بهذه المقبرة من بنى اللهيب وغيرهم مالكية وكان اذا تكلم فى أحوال القوم يصدع القلوب فكان عالما ورعا زاهدا كثير المكاشفة يعرف الناس فلا يخفى عليه من يكون يعرف السنة وكان الناس يأتونه بالصدقة ليفرّقها على مستحقها من الفقراء فكان يقول للفقراء لا يأخذ أحد فوق كفايته وكفاية عائلته هذا اليوم فكل من أخذ أكثر من كفايته لا يستطيع أن يرفعه وان أخذ قوته رفعه وكان الوزراء يأتون اليه ويدفعون له الاموال فيتصدّق بها وبالمقبرة قبور السادة بنى الرصاص فمنهم الفقيه الامام العالم أبو البركات عبد المحسن بن كعب أوحد الفقهاء المدرّس بمدرسة المالكية جدّ هذا البيت العظيم الشان الجليل القدر قال محمد