ابن زهر المدنى قدمت من الغرب فأتيت ابن كعب بعشرين دينارا ومعى فتوى فكتب ثم أطرقت فقال لى لا تتعب فى اخراج الصرّة فأنا لا أبيع العلم بالدنيا الفانية أبدا وكان يحفظ المدونة وتفريع ابن الجلاب والمعونة والتلقين كما يحفظ الرجل الفاتحة وفيه قيل حين مات
مات الذى حفظ العلوم جميعها |
|
جمعاء وانقادت له السادات |
عرف المعارف والعلوم وما بدا |
|
قدما وقد خرقت له العادات |
وقبره فى المحراب عند دخولك من الباب الشرقى لتربة بنى اللهيب وفى تربة بنى اللهيب جماعة من الائمة العلماء السادة القادة الأطهار نذكرهم رجلا رجلا لأنهم كلهم علماء فى مذاهبهم فبالمقبرة قبر الفقيه الامام أبى عبد الله محمد المدينى العطار المعروف بالقاضى والى جانبه قبر الشيخ أبى الربيع سليمان وبها أيضا قبر الشيخ عبد الله البدنه وبها قبر الشيخ أبى عبد الله محمد بن حسن المالكى وبها أيضا قبر الشيخ أبى القاسم عبد الرحمن بن عبد الله صاحب العمود الذى فى الجهة الغربية من قبر البكاء توفى سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة والى جانبه تربة ابن الخزرجى وفى حومتهم الفقيه شرف الدين المعروف بالكركى كان من الفقهاء الاجلاء أفتى ودرس وقبره شرقى الطريق المسلوك بالقرب من قبر الشيخ أبى البركات وفى الجهة الشرقية قبر الشيخ الامام العالم أبى حفص عمر الذهبى وهو شرقى الشيخ أبى البركات على الطريق المسلوك كان من طلبة الطوسى وكان اماما عالما ذكره ابن خلكان فى الاعيان وكان متعصبا لمذهب الأشاعرة وكان كثير التبسم (١) حضر اليه يوما بعض اليهود وناظره فى خمسين مسألة فقطعه فلما رأى اليهودى أنه انقطع وذهبت حجته قال له انكم تزعمون ان الله أنزل على نبيكم وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم قال نعم فقال هذه يدى غير مغلولة ثم أخرجها قال فأخرج الفقيه يده وضرب اليهودى وقال له يا يهودى خذ عوضها قال كنت أصلب قال فحينئذ يدك مغلولة فتبسم ومضى اليهودى فلما أصبح اليهودى وجد يده مغلولة وبحريه قبر عليه عمود رخام هو قبر اسماعيل ابن الفضل بن عبد الله الانصارى والى جانبه قبر الفقيه الامام أبى العباس أحمد مات سنة احدى وثمانين وخمسمائة والى جانبه قبر الفقيه أبى الفضل هبة الله بن صالح عرف بالصناديقى مات سنة خمسين وخمسمائة كان من العلماء المشهورين ذكره القرشى فى طبقة الفقهاء والى جانبه قبر الفقيه ابن ثعلب وهذه القبور لا يعرف منها الآن قبر من قبر
__________________
(١) هذه الحكاية كذا بالاصل