يهرعون من غير أن يعلمهم أحد وقالوا ان هاتفا هتف بالناس ألا فاحضروا وصلوا على ولىّ من أولياء الله فصلوا عليه ودفنوه قال القرشى وقبره بالتربة التى دفن بها أبو الربيع قلت وهو تحت الحائط القبلى والله أعلم والى جانبه من القبلة قبر الشيخ الامام المعروف بعينان القرشى صهر الشيخ أبى الربيع المالقى كان من العلماء الاتقياء يحيى الليل كله وقال له الشيخ أبو الربيع طلبتك من الله فاطلب من الله ما شئت وقال الشيخ أبو الربيع له اذهب الى الجبل المقطم فانك ترى رجلا عليه آثار القلق فأعطه هذه الجبة وقل له ان أبا الربيع يسلم عليك قال فجئت اليه فلما رآنى قال أين الجبة التى جئت بها قلت ها هى يا سيدى ودفعتها له فلبسها وقال سلم على الشيخ فقلت نعم ثم جئت الى الشيخ فقال لقيته قلت نعم فقال ابشر فلن يقع بصرك على معصية أبدا ذلك الغوث فى الأرض وبهذه التربة قبر الشيخ الامام أبى زكريا يحيى بن على بن عبد الغنى امام مسجد القاسم والمتصدر بجامع مصر مات سنة سبع وثمانين وخمسمائة قال القرشى والى جانبه قبر عبد الكريم كان رجلا صالحا كثير الخشوع فى الصلاة وكان يقول أعجب ممن يقف بين يدى الله بغير خشوع وحكى أن بعض الرافضة هزأ به فأصابه الجذام فلم يزل به حتى أتى اليه وقال له انى هزأت بك وأنت تحدث فى فضائل أبى بكر الصديق رضى الله عنه فنزل بى ما ترى فقال له يا بنى ان الله لا يشفيك الا بمحبة أبى بكر فتب الى الله تعالى فتاب فدعا له فعوفى وجاء سارق يسرق بردته وهو فى المسجد فخرج فلم يجد الباب فتركها فى البيت وخرج فوجد الباب مفتوحا ففعل ذلك مرارا وهو يجد الباب على تلك الحالة فقال له الشيخ ما بك فأخبره الخبر فقال دعها وانصرف فان لصاحبها سنة يقوم فيها الليل وحكى عنه انه مرّ على خط بئر الحمراء فرأى امرأة تصيح فقال لها ما بك فقالت له ان ولدى سقط فى هذا البئر قال فوضع الشيخ يده على البئر فرأى الماء يفور حتى رفع الغلام سالما فقال لأمه خذيه واذهبى ونختم التربة بمناقب الشيخ أبى الربيع وهو أعلاهم قدرا وأرفعهم ذكرا قدوة العارفين ومربى السالكين أبو الربيع سليمان بن عمر الكنانى المايرقى المالقى المالكى المذهب وقد أفرد له الشيخ أبو العباس أحمد بن القسطلانى جزأ فى مناقبه نذكر منه بعض محاسنه فى هذا الكتاب قال المؤلف عفا الله عنه شاهدت فى مناقب سيدى أبى الربيع رضى الله عنه مما حكاه محمد بن على بن موسى الانصارى المعروف بالسوسى قال سمعت الفقيه أبا العباس أحمد بن القسطلانى سنة عشر وستمائة يقول سمعت أبا العباس أحمد بن محمد المعروف بابن العريف قال المؤلف وهذا أحد مشايخ الشيخ