دمها قفزت شاة على الجدار ونزلت الى البيت فخشيت أن تكون قد انفلتت منه فخرجت لانظره واذا هو يسلخها فقلت يا رجل انى رأيت عجبا وذكرت له القصة فقال لعل الله أن يكون قد أبدلنا خيرا منها فكانت تلك تحلب لبنا وهذه تحلب لبنا وعسلا ببركة اكرامنا للضيف ثم قالت يا أولادى ان شويهتنا هذه ترعى فى قلوب المريدين فاذا طابت قلوبهم طاب لبنها فطيبوا قلوبكم وروى أحمد بن القسطلانى قال سمعت الشيخ أبا الربيع يقول قد كنت فقدت من بعض أحوالى شيئا فاشتغل سرى بذلك فرأيت ذات ليلة هدهدا قد نزل وجلس قدامى وتكلم بكلام لم أفهمه ثم طار وجلس على كتفى الايمن فوضع فمه فى فمى وجعل يزقنى فانتفخت ثم سمعت خشخشة فى صدرى فحسست بذلك وعلمت أنه أمر يراد منى ثم ظهر لى شخصان فتقدم أحدهما وشق صدرى واخرج قلبى ووضعه فى طست وسمعت أحدهما يقول للآخر احفظ شجرة العلم ثم وضعه فى الجانب الايمن ثم التحم الشق فلم أر من ذلك الوقت شيئا خارجا عنى وأخذت عن نفسى فسمعت نداء يا سليمان سل فقلت اسأل رضاك اسأل رضاك فسمعت قد رضيت قد رضيت فمن ذلك اليوم فتح علىّ فى فهم القرآن برؤية القلب فأنا اليوم أرى بقلبى وأسمع القرآن يتلى علىّ من الجانب الايمن ولو استوعبنا مناقبه لضاق الوقت علينا رضى الله عنه وبالتربة قبر الفقيه أبى القاسم هبة الله بن على البوصيرى جمع بين العلم والحديث وهو من طبقة جليلة طبقة أبى عبد الله بن حامد وعدّه فيها القرشى وكان يقول صبرك على الفاقة جهاد ومن ترك معصية فتح الله له سبعين بابا من الطاعة وقال ما صحبت عالما قط الا وقال لى اياك ومعاشرة الأحداث وقال القرشى وقبره وراء قبر أبى الربيع قلت وهو لا يعرف الآن وفى طبقته الفقيه المعروف بمجلى وابنه وتربتهم لا تعرف الآن وأما ما حولها من العلماء والاولياء فمن وراء حائطها القبلى حوش الفقهاء بنى رشيق وفى الجهة الشرقية عند باب التربة قبر الفقيه أبى اسحاق ابراهيم المعروف بالدوكالى والد أبى موسى عيسى الدوكالى قال القرشى وقبره ظاهر بتربة أبى الربيع وهو تحت حائط سند بن الافضل أمير الجيوش ذكره ابن عطايا قال وكان من الائمة المشهورين وحكى عنه ولده انه كان يحيى الليل وعاش ولده مائة سنة وخمس عشرة سنة ومات والده ابراهيم قبل الخمسمائة وقبره ظاهر يزار معروف باق الى الآن والى جانب قبره قبر الفقيه الامام محمد بن محمد المالكى البهنسى نزل على الشيخ أبى موسى بخط مسجد عفان فمات ولم يشعر به الشيخ وهو فى المحراب وبالحومة جماعة من البهانسة ومن الاهناسيين