تكين وحمل فى صندوق على بغل فوضعوه فى الطريق ليصلحوا ما فسد من حمله على البغل فدار البغل وبال عليه ودخل الى مصر وكان له كرامات وحدث بمصر عن أهلها وعن أهل بلده وكان الشيخ من دأبه وعلو شأنه تهابه الملوك والسلاطين وكان الجنيد يعظمه ولقد كان الجنيد له حاجة الى الخليفة فقال له أصحابه هل لنا ان نأخذ أبا الحسن معنا فقال لهم ان ذلك رجل مشغول ما فيه فضلة لمثل هذا وقال أبو على ممشاد الدينورى كان أبو الحسن الدينورى وهو ابن خمس عشرة سنة يأتى الى شيخنا ابن سنان يسأله ان يسأل له والدته ان تهبه لله فسرنا معه اليها فسألها الشيخ عن ذلك فقالت كيف أهبه لله أخشى أن لا يصلح له ولا لى ولكن أذنته أن يطلع الجبل فان وجد الله فقد وهبته له وان لم يجده فانا خير له مما يشقى غدا فصعد الجبل فأقام خمسين يوما لا يستطعم فيها بزاد ثم نزل وهو كالخلال اليابس فقالت له كيف كان حالك فى غيبتك قال ما وقعت لى فاقة ولا بقى فىّ جارحة الا وهى تقتضى المزيد ثم أتى الينا وأخبرنا بذلك فسرنا معه اليها فقلنا لها كيف تجدى أبا الحسن فقالت الآن يصلح ان يهدى لله اللهم انه وديعتى عندك وقد صلح لك وقد وهبته لك فاقبله منى ثم خرج من يومه وغاب عنا سنين قال أبو بكر فرأيته بعد ذلك فذكرت له الحكاية فبكى بكاء شديدا وقال بالفارسية واخراب قلباه وقال رضى الله عنه حججت أنا ووالدى من دينور الى مكة فى ثلاثة أيام وقال الحسين بن على اجتمعت أنا وثلاثة من الصالحين بمكة فتذاكرنا أخبار الصالحين الى أن ذكرنا أبا الحسن وكان بقربنا امرأة عجوز عليها آثار العبادة تسمع كلامنا قالت يا بنى أنت رأيت ابن الصائغ قلت لها نعم فانكبت على رجلى وقبلتها وقالت يا بنى شهدت أبا الحسن وهو ابن خمس عشرة سنة وقد خرج الى الصحراء وحضر حصيرا وجلس فيها فاقبلت الامطار حول الحصير وليس فى الحصير نقطة ماء قال أبو الحسين فاجتمعت به وقلت له أتأذن لى أن أسألك عن حكاية قال نعم فحكيتها له فصرخ ساعة ثم أقبلت الدموع تريد أن تسيل من عينيه ثم قال دعنا وهات ما ننتفع به وقال أيضا لقد رأيته يوما وجاءته العبرة فغمض عينيه يمنعها أن تسيل وقال اشتد الزكام ثم غلبته وسالت وقال أيوب كان أبو الحسن يجىء الى النهر وقد جمد من الثلج والدواب تمر عليه فاذا وصل اليه يريد أن يتطهر ذات له حتى يتطهر فاذا فرغ عاد على حالته واذا وضع يده فيه ذهب البرد منه وصار يخرج منه الدخان وقال أيضا كنت معه فى سفر فلحقنا عطش شديد وآن وقت صلاة الظهر فرفع رأسه الى السماء فجاءت سحابة وأمطرت حتى ملأت بركة فقال لى اشرب يا عطشان