انى أحفظ نسبى عن أبى وجدّى الى بنى سعد فقال لا مادّا بها صوته بل أنت منى ونسبك متصل بى فقلت صدقت يا رسول الله مكررا ذلك مشيرا باصبعى كما رأيت قلت وهذه النسبة الشريفة اما أن تكون نسبة الاهلية أو نسبة المحبة والتبعية التى هى عند أهل المحبة أشرف من نسبة الابوة وهى النسبة التى جعلت بلالا الحبشى وسلمان الفارسى وصهيبا الرومى من أهل البيت ثم حج بعد ذلك وامتدح رسول الله صلىاللهعليهوسلم بقصيدة وأنشدها عند الروضة الشريفة مكشوف الرأس وبكى بكاء عظيما والناس يبكون معه وحكى رضى الله عنه قال كان الشيخ ماشيا بالقاهرة فمرّ على جماعة من الحرسية يضربون بالناقوس ويغنون بهذين البيتين دو بيت
مولاى سهرنا نبتغى منك وصال |
|
مولاى فلم تسمح فبتنا بخيال |
مولاى فلم يطرق فلا شك بأن |
|
ما نحن اذا عندك مولاى ببال |
فلما سمع الشيخ صرخ صرخة عظيمة ورقص فى وسط السوق ورقص معه اناس كثير وتواجد الناس الى أن سقط أكثرهم على الارض وخلع الشيخ كل ما كان عليه ورمى به اليهم وخلع الناس ثيابهم وحمل الى الجامع الازهر وهو عريان مكشوف الرأس وأقام فى هذه السكرة أياما فجاء الحراس ومعهم الثياب يقدّمونها بين يديه فلم يأخذها وبذل لهم الناس مالا كثيرا فمنهم من باع ومنهم من امتنع وتوفى الشيخ شرف الدين بن الفارض رضى الله عنه بالقاهرة المحروسة بالجامع الازهر بقاعة الخطابة وذلك فى جمادى الاولى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ودفن بالقرافة بسفح المقطم عند مجرى السيل تحت المسجد المبارك المعروف بالعارض قال رضى الله عنه سمعت الشيخ زكىّ الدين عبد العظيم المنذرى وقد سئل عن تاريخ مولد الشيخ فقال بالقاهرة المحروسة فى الرابع من ذى القعدة سنة سبع وسبعين وخمسمائة وكذلك سمعت عن القاضى شمس الدين بن خلكان لما سئل عن مولده رضى الله عنه وهذا طرف من بعض مناقبه رضى الله عنه وبالمعبد المبارك المعروف بمراكع موسى قبر الطواشى صندل خادم الحجرة النبوية وبالحومة التربة المعروفة ببنى الحباب بها القاضى فخر الدين وذريته وهى ذات البابين المقابلة لابن لهيعة وقد سلف ذكرهم ومقابلها على جانب الطريق المسلوك حوش صغير به قبر الشيخ عبد الله السائح والى جانبه من القبلة قبر القاضى عبد الله بن لهيعة وقد سلف ذكره مع القضاة ومن أعجب ما رأيته فى تاريخ القضاعى انه يشير الى هذا القبر بأنه قبر عبد الله بن وهب ولم يذكر هذا غيره وابن وهب بالنقعة على الاصح وأما ابن لهيعة فهو بهذا المكان على الاصح بنقلنا