يصحبنى ويقول لى يا سيدى اركب فما ركبته قط وتحدث بعض مشايخ المجاورين بالحرم الشريف فى تجهيز مركوب يكون عندى فى البرية فظهر لهم السبع عند باب الحرم فرأوه وسمعوه يقول يا سيدى اركب فاستغفروا الله وكشفوا رؤسهم ثم بعد خمس عشرة سنة سمعت الشيخ البقال ينادى يا عمر تعال الى القاهرة احضر وفاتى فأتيته مسرعا فوجدته قد احتضر فسلمت عليه فناولنى دنانير ذهب وقال جهزنى بهذه وافعل كذا وكذا واعط حملة نعشى الى القرافة كل واحد دينارا واتركنى على الارض فى هذه البقعة وأشار بيده اليها وهى بالقرافة تحت المسجد المعروف بالعارض بالقرب من مراكع موسى وقال انظر قدوم رجل يهبط اليك من الجبل فصل أنت واياه علىّ وانتظر ما يفعل الله فى أمرى قال فتوفى الى رحمة الله تعالى فجهزته كما أشار وطرحته فى البقعة المباركة كما أمرنى فهبط الىّ رجل من الجبل كما يهبط الريح المسرع فلما رأيته يمشى على الارض عرفته بشخصه وكنت أراه يصفع قفاه فى الاسواق فقال يا عمر تقدّم فصل بنا على الشيخ فصليت اماما ورأيت طيورا بيضا وخضرا بين السماء والارض يصلون معنا ورأيت منها طائرا أخضر عظيم الخلقة قد هبط عند رجليه وابتلعه وارتفع اليهم وطاروا جميعا ولهم ضجيج بالتسبيح الى أن غابوا عنا فقال يا عمر أما سمعت ان أرواح الشهداء فى جوف طيور خضر تسرح فى الجنة حيث شاءت هم شهداء السيوف وأما شهداء المحبة فكل أجسادهم وأرواحهم فى جوف طيور خضر وهذا الرجل منهم يا عمر وأنا كنت منهم وانما وقعت منى هفوة فطردت عنهم وأنا أصفع قفاى فى الاسواق ندما وتأديبا على تلك الهفوة قال ثم ارتفع الرجل الى الجبل الى أن غاب عن عينى قال لى والدى انما حكيت لك هذه الحكاية لارغبك فى سلوك القوم فلا تذكرها لاحد فى حياتى قلت وفى هذه البقعة المباركة دفن الشيخ حسب الوصية وقال بعض الفضلاء
لم يبق صيب مزنة الا وقد |
|
وجبت عليه زيارة ابن الفارض |
لا غرو ان يسقى ثراه وقبره |
|
باق ليوم العرض تحت العارض |
وقال رأيت الشيخ نائما مستلقيا على ظهره وهو يقول صدقت يا رسول الله صدقت يا رسول الله رافعا صوته مشيرا باصبعه اليمين واليسار واستيقظ من نومه وهو يقول ذلك ويشير باصبعه كما كان يفعل فأخبرته بما رأيت وسمعته منه وسألته عن سبب ذلك فقال يا ولدى رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى المنام وهو يقول لى يا عمر لمن تنسب فقلت يا رسول الله الى بنى سعد قبيلة حليمة فقال بل أنت نسبك متصل بى فقلت يا رسول الله