الولى ابا العباس الضرير من أعيان أصحاب سيدى الاستاذ أبى أحمد جعفر الاندلسى شيخ سيدى الاستاذ الحرار جاء الى مصر وأظهر فيها طريق التجريد ولقد رأيته خرج الى الحج من القاهرة واجتمعت به فى بركة الحبش مبرزا للحج وهو مجرد عن جميع الاسباب متزر بخرقة على كتفيه ليس يتبعه غير ابربق وحكى لى انه لما قدم على الشيخ أبى أحمد سلبه جميع ما كان حصله من العلم والقراءة وكان هذا الشيخ أبو العباس الضرير قد حصل شيأ من العلم والقراءة وكان يقرأ قراءة معتبرة فلما سلبه ما كان حصله ورد عليه فتح شريف وأناله عطية رفيعة فلما استكملها وعاد الى وجوده أعيد له ما كان سلبه منه وأقام بقرافة مصر وانتسب له فى البلاد أصحاب ومريدون ومات بها رضى الله عنه فى سنى الستمائة والى جانبه قبر زوجته كانت من الصالحات وبالتربة أيضا قبر الاستاذ ذى المناقب المشهورة والطاعات التى هى غير منكورة الشيخ يحيى بن على بن يحيى المعروف بالصنافيرى كان مشهورا بالخير والصلاح نشأ فى العبادة من حال صغره وكان فى حال بدايته رجلا صوفيا كثير التلاوة للقرآن ولم يزل كذلك الى أن حصلت له الجذبة الالهية وهبت عليه النسمة المحمدية فوصل بها الى مقام القطبانية وصار منسوبا الى الطريق العباسية وكان رضى الله عنه ذكره منشورا فى البلاد وشهد له علماء الزمان بالولاية والصلاح وسعت له الخلق من أقطار الارض وحمل اليه نذره من أرض اليمن وأقام بالقرافة مدة يسيرة ثم مضى الى صنافير وأقام بها مدّة الى ان اشتهر حاله وزاد أمره وكان أهل صنافير يحدّثون عنه بأمور شاهدوها منه فمنها انه كان يضع المنسف على النار ويطبخ فيه الارز فلا يحترق المنسف ومنها الكلام على الخاطر والنظر فى المستقبل وانقلاب الاعيان له وازالة الضرورة عمن يكون مضرورا وقد حصل به نفع عظيم للخلق فلما تكاثرت عليه الناس فرّ منهم وعاد الى القرافة وأقام بها مدّة طويلة وكان يجتمع على السماع ويأمر أصحابه بالحضور فيه وكان كثير الايثار لا يدخل عليه أحد الا ويمدّ له سماطا مما يشتهيه فى نفسه لا ينظر فى درهم ولا دينار كثير الغيبة قليل الحضور أعنى حاضرا مع الله بقلبه غائبا عن الناس مكفوف النظر عنهم نير القلب لم يتزوّج قط ولم يزل كذلك الى أن توفى ولو استوعبنا مناقبه لضاق الوقت علينا وصلى عليه بمصلى خولان وكان أول مشهده مصلى خولان وآخره تربة أبى العباس وكان يوما عظيما رضى الله عنه توفى يوم السبت سادس عشر شعبان سنة اثنتين وسبعين وستمائة وبالتربة جماعة من الاوليآء منهم الشيخ الصالح الامام العالم عبد الله الغمازى خادم سيدى أبى العباس البصير وجماعة من ذريته وقبره حوض