ليت شعرى فى سفركم |
|
هل ربحتم أم خسرتم |
فأقام تلك المدة ولم يجبه أحد فبينما هو يوم من الايام يتكلم على عادته اذ سمع قائلا يقول
قد وجدنا ما عملنا |
|
سوف تلقون ما عملتم (١) |
فلما كان من الغد مات رضى الله عنه قال صاحب مصباح الدياجى كان على قبره حائط قصير البناء وعند رأسه عمود وأما ابراهيم الخواص فسيأتى الكلام عليه فى كتاب غير هذا يتضمن أحوال السلف ومدافنهم قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام بن غانم المقدسى فى كتابه المسمى بشرح الاحوال كيف حالك يا خواص حتى أنت مكتوب من الخواص ومن أين لك هذا الاختصاص قال يا قوم جواهر الاحجار لا يجلبها الا غواص وظباء القفار لا يقتنصها الا قناص وطريق الاخلاص لا يسلكها الا الخواص فمن طلب نفيسا خاطر بنفيس ومن ونت همته قنع بالخسيس فعلى قدر همة الطالب تنال المطالب وعلى قدر خطبة الخاطب يسمع جواب المخاطب ما كل قاصد يبلغ المقاصد ولا كل وارد يستعذب الموارد ولا كل واجد متواجد ولا كل مجاهد مشاهد كم عليل لا يعاد وكم قتيل لا يقاد وكم مريد لا يراد وكم قريب حظه الابعاد فموائد الخواص لا يجلس عليها الا من تطهر بطهور (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) وطيب بطيب (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) وغذى بلبان (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) وسقى بشراب (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً) وكسى خلعة (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) وعقد له لواء (نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ) وكتب له توقيع (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) وحمى بحماية (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) فمن صح له هذا الانعام غاص فى بحر الصفا وعام ومن حرم عليه هذا الطعام لم ينفعه عمل ولو عبد الله ألف عام شعر
ليهنك يا قلب يوم اللقا |
|
ويهنك يا عين ذاك السنا |
فنحن من الوصل فى موعد |
|
اذا فصل الحكم ما بيننا |
اذا ما شجا الطرف ذاك الحما |
|
وبشر قلبى بنيل المنا |
جمال تقدس فى عزه |
|
وعلياه عم جميع الدنا |
فمن جاء يسعى الى بابه |
|
حقيرا فقيرا ينال الغنا |
ومناقب ابراهيم الخواص غير محصورة وتوفى عبد الرحمن الخواص هذا بعد الستين وخمسمائة ثم تمشى خطوات يسيرة الى الجهة القبلية تجد تربة عبد الله بن وهب وتعرف بتربة بنت
__________________
(١) وفى رواية وكذا تلقون أنتم