عليهالسلام (قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) فكان ليوسف بسلطان مصر جميع سلطان الارض مضافا الى ما تحت يده. وقد روى أيضا من حديث ابن لهيعة ويحيى بن أيوب عن يزيد بن أبى حبيب بالسند الصحيح فى قول الله تعالى (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) قال لم يكن فى الارض يومئذ ملك أعظم من ملك مصر وأما الانهار فكانت جسورا وقناطر بتقدير وتدبير حتى ان الماء يجرى من تحت منازلها وأفنيتها فيجرونه كيف شاؤا وفى قوله تعالى (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ) قال كانت الجنان بحافتى هذا النيل من أوّله الى آخره وهو من اسوان الى رشيد قال الواقدى كان بمصر ستة خلجان. الاوّل خليج الاسكندرية. الثانى خليج سخا. الثالث خليج دمياط. الرابع خليج سردوس. الخامس خليج منف. السادس خليج الفيوم وكانت متصلة لا ينقطع منها شئ عن شئ وبين كل خليجين زرع هكذا كان ترتيب مصر من أوّلها الى آخرها مما بلغه الماء قال الواقدى وكانت مصر تروى جميعها من ستة عشر ذراعا لما دبروا لها من الجسور والقناطر قال والمقام الكريم المنابر وكان بها ألف منبر قال القضاعى وقد روى من حديث سعيد بن كثير قال كنا بقبة الهواء عند المأمون فقال ما أدرى ما الذى أعجب فرعون حيث قال أليس لى ملك مصر قال أقول يا أمير المؤمنين قال قل يا سعيد فقلت ان الذى ترى بقية ما دمر الله ألا ترى الى قول الله تعالى (وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ) فقال صدقت ثم أمسك. وقد روى من حديث عمرو بن العاص رضى الله عنه أنه قال فى خطبته واعلموا أنكم فى رباط الى يوم القيامة لكثرة الأعداء حولكم لا سيما وقلوبكم اليكم فى الزرع والمسال والخير الواسع والبركة. وقد روى من حديث كعب رضى الله عنه أنه قال من أراد أن ينظر الى جنة عدن فلينظر الى مصر اذا أزهرت. وقد روى من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة وهو أعدلها لطوله وبعد جريانه. وقد روى من حديث عمرو بن العاص مرفوعا اذا فتح الله على يديكم بعدى مصر فانخذوا بها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الارض فقال أبو بكر رضى الله عنه ولم ذلك يا رسول الله قال لأنهم فى رباط الى يوم القيامة. وقد روى من حديث عمرو بن العاص مرفوعا ان الله سيفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا فان لكم منهم نسبا وصهرا. وقد روى عن أبىّ ابن كعب عن أبيه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم اذا دخلتم مصر فاستوصوا بالاقباط خيرا فان لهم ذمّة ورحما قال القضاعى وكان فتحها سنة عشرين من الهجرة