يأتيك كتاب أمير المؤمنين فالرأى لك وأظهر التأنى هو وجيشه وقال له رؤساء الصحابة استقبل مصر بوجهك واستعن بالله واستنصره فسار عمرو بن العاص واستشار عبد الله بن عمر بن الخطاب فأمره بحصار مصر وأرسل كتابا الى عمر اننا وصلنا الى مصر ومنتظرون ما أمرتنا به فى مقوقسها وفى فتحها وأرسل به عمرو بن مساعد فسار به وأوصل الكتاب الى عمر بن الخطاب قال الكندى كتب عمر الى عمرو أمره أن ينصرف فوصل اليه الكتاب وهو متوعك فلم يستطع أخذ الكتاب من الرسول فدفعه الى ولده عبد الله فقرأه على المسلمين فقال لمن معه أنتم تعلمون أن أمير المؤمنين عهد الىّ عهدا اننا نقاتل عن دين الاسلام ولا نولى ونعز دين الله تبارك وتعالى ونحامى عنه كما كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم قال لهم الرأى أنا نعلم المقوقس ثم أرسل اليه يهدّده فهاداه بهدية مع خواص بطارقته فقال عمرو بن العاص لمن معه تعلمون هذه الهدية من ملك مصر قالوا نعم قال ان أمير المؤمنين عهد الىّ قبل أن أخرج من عنده ان يلحقنى كتابه قبل أن أدخل الى أرض تنسب الى مصر أن أقف عند ذلك وأرجع والآن قد دخلت فسيروا أنتم وامضوا على بركة الله تعالى فساروا والتقوا بجيش القبط بالفرما وقاتلوهم فى ذلك المكان وكان أول موضع قاتل فيه المسلمون قال الواقدى انهم مكثوا فى ذلك الموضع نحوا من شهر ثم لحقهم رسول عمرو بن العاص فقدم عمرو وهو لا يدفع الا بالأمر الخفيف حتى أتى بلبيس فقاتلوه بها نحوا من شهر حتى فتحها الله على يديه وسار الى مصر فى نحو شهر حتى فتح الله على يديه مصر وكان بها ما كان وقاتلوا المسلمين واستشهد منهم نحو سبعين رجلا وكان فى الجمع عمرو ونافع وقيس وخالد وولده سليمان وجمع من أمراء الاسلام وخاصة الرؤساء منهم مسلمة بن مخلد وعقيل والأحنف ومن يجرى مجراهم وساروا يتبع بعضهم بعضا فكسروا جماعة المقوقس وقتلوا أربعة آلاف من عامتهم خلاف من قتل من العوام وجاء محمد بن الاسود وعبادة وعتبة ومسلمة بن مخلد فى اليوم الرابع وخاف عاقبته فأخذ معه خالدا وحذافة ثم ساروا الى الحصن وأحاط بهم خمسون فارسا وجماعة وأخذوا الحصن وأمير الحصن يومئذ المندمور الذى يقال له ميزح من قبل المقوقس قال القضاعى وكان المقوقس قد تولى أمر القوم والمسلمون تتلاقى عشراتهم وقد أيد الله المسلمين وخذل الله القبط وملك عمرو بن العاص فى سنة تسع عشرة من الهجرة النبوية وقاضى الصحابة كان فى ذلك العصر قيس وكان نزوله فى غربى الخندق وأقام مع بنى وردان ونزل بساحتهم وكان مع أولاد أخيه ولم تذكر له شقة غير داره التى بناها عام الفتح كما ذكره ابن الجباس