اليه الناس من باب مصر ثم بدأ بالدخول الى جامعها وكان من عادة القضاة أن يبدؤا بدار الامير قبل الجامع فبدأ بالجامع وصلى فيه ثم أتى الى دار الامير فسلم عليه ثم دخل الجامع فقام أحمد بن على بن الحسين بن شعيب فقرأ عهده ثم نزل فى دار كهمش بن نعيم فى زقاق ابن شادن الرقى ودار كهمش معروفة بمصر الى الآن وهى الدار التى على يسارك وأنت ذاهب الى مسجد أبى دلامة ذكرها القضاعى ولم يزل قاضيا بها حتى قدم ابن ابى بكر من انطاكية وتسلم منه جميع أحباس مصر وذلك ان ابن الفرات غضب لعزل القاضى فأرسل على بن أبى بكر على الاحباس منفردا عن القضاء ثم ولى القضاء بعده هارون بن ابراهيم بن حماد بن اسحاق بن اسماعيل بن حماد بن زيد وكان رضى الله عنه عالما زاهدا كثير الصدقة فاستناب هارون بن ابراهيم الحسن بن عبد الرحمن بن اسحاق بن محمد بن معمر الجوهرى كان رضى الله عنه جميل السيرة ملازما لصلاة الفجر بجامع مصر حكى عنه المسبحى ان رجلا قدم عليه من بغداد بهدية فردها ولم يقبلها فقال له الرجل ما أهديتها لك لطلب المكافأة فقال وأنا ما رددتها عليك الا خوفا أن يقع بصرى عليك فى حكومة فاستحى منك ومات رضى الله عنه حاكما بها ودفن بتربة القاضى هارون المقدم ذكرها بتربة بنى حماد بالنقعة الكبرى وسيأتى الكلام على تعيين تربة بنى حماد عند ذكر النقعة ان شاء الله تعالى وانما عرضت بهم لا يصال الكلام فانهم من طبقة واحدة والى جانب قبر التمار قبر الشيخ الصالح ابراهيم بن بشار وقيل ابن بشرى خادم سيدى ابراهيم بن أدهم رضى الله عنه له به صحبة وخدمة عظيمة وحكى عنه حكايات كثيرة منها انه قال دخلت يوما على سيدى ابراهيم بن أدهم فوجدته يبكى وينشد
فتشت قلبى فلم يخطر به بشر |
|
علمت أن فؤادى من سواك خلا |
فو الذى مكن الاسقام من جسدى |
|
ما زلت من حبه بالبشر مشتملا |
ولا شكوت الى خلق ضنى جسدى |
|
ولو تقطعت من وجدى قلا وبلا |
فها أنا وقفه ما شاء يفعل بى |
|
فلست أول عبد فى الهوى قتلا |
وحكى عنه أيضا انه كان بمكة وكان لما انفصل عن ملكه وفارق أهله كانت زوجته حاملا فلما وضعت وضعت ولدا ذكرا فاختلفوا فى تسميته ثم أجمعوا على أن يسموه أدهم على اسم جده فلما انتشا الولد قال لامه يا أماه أرى كل طفل وأباه وليس لى أب فقالت يا بنى كان لك أب فقال والى أين ذهب أبى قالت ذهب فى طلب ربه فقال يا أماه وأنا أطلب ما طلب أبى فقالت يا بنى أتريد أن تحرقنى بنار فراقك كما فعل أبوك فلم يكن الا أياما