(كتاب السبق (١) والرماية (٢)
(السبق والرماية) وهو عقد شرّع لفائدة التمرن على مباشرة النضال
______________________________________________________
(١) السبق بسكون الباء مصدر (سبق) كضرب مصدر (ضرب) ، وفي الصحاح جعله مصدر (سابق) ، وكلاهما صحيح ، إلا أن الثاني أوفق ، لأن الواقع في معاملة السبق كون العمل بين اثنين فصاعدا ، فباب المفاعلة به أولى.
وأما السبق بتحريك الباء فهو العوض المبذول لمن سبق أولا ، ويقال له الخطر ، بالتحريك ، والندب بالتحريك أيضا ، ويقال له : الرهن والسبق عرفا وكذا المسابقة إجراء الخيل وما شابهها في حلبة السباق ، ليعلم الأجود منها ، والأفرس من الرجال المتسابقين.
(٢) والرمي والرماية هي المناضلة بالسهام ليعلم حذق الرامي ومعرفته بمواقع الرمي.
أما مشروعيتها فمن الكتاب قوله تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبٰاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللّٰهِ وَعَدُوَّكُمْ) (١) وقال تعالى حكاية عن إخوة يوسف (يٰا أَبٰانٰا إِنّٰا ذَهَبْنٰا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنٰا يُوسُفَ عِنْدَ مَتٰاعِنٰا) (٢) وهو ظاهر في مشروعية السبق في الجملة ، ومن السنة أخبار.
منها : مرفوع عبد الله بن المغيرة (قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في قول الله وأعدوا : إنه الرمي) (٣) وخبر أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام (ليس شيء تحضره الملائكة إلا الرهان ، وملاعبة الرجل أهله) (٤) ، وخبر عبد الله بن المغيرة (قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كل لهو المؤمن باطل إلا
__________________
(١) سورة الأنفال ، الآية : ٦٠.
(٢) سورة يوسف ، الآية : ١٨.
(٣) الوسائل الباب ـ ٢ ـ من كتاب السبق والرماية حديث ٣.
(٤) الوسائل الباب ـ ١ ـ من كتاب السبق والرماية حديث ٤.