وأما الصحبة واللقي فإني صحبت الشيخ الصالح العالم الورع الناسك صلاح الدين أبا عبد الله محمد ابن الشيخ الصالح العالم تقي الدين أحمد ابن الشيخ الصالح العالم عز الدين إبراهيم ابن الشيخ الصالح عبد الله ابن شيخ الإسلام وبركة وقته وشيخ عصره الزاهد الكبير الورع الداعي إلى الله تعالى أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة بن نصر المقدسي الحنبلي رحمهالله تعالى ولا زمنا نحو عشر سنين ، وسمعت منه أكثر من ثلاثين ألف حديث ، وكان مسند عصره ، وشيخ وقته ، أقرب أهل زمانه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم إسنادا ، كثير الخشوع ، سريع الدمعة ، لا يكاد يمسك عبرة إذا قرئ عليه الحديث ، أو ذكر النبي صلىاللهعليهوسلم ، توفي سنة ثمانين وسبعمائة عن نحو سبع وتسعين سنة ، وهو صحب الشيخ الإمام العالم الصالح الخير فخر الدين أبا الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي الحنبلي المشهور بابن البخاري وكان شيخ زمانه ، ومسند وقته انتهى إليه علو الإسناد في عصره مع الزهد والورع والانقطاع عن الناس والتقليل من الدنيا ، وتوفي سنة تسعين وستمائة عن خمس وتسعين سنة ونزل الحديث في الدنيا بموته درجة وهو صحب الشيخ الصالح الخير أبا علي حنبل بن عبد الله بن الفرج الرصافي المكبر البغدادي ، وكان ثقة خيرا ، توفي سنة أربع وستمائة عن نحو تسعين سنة وهو صحب الشيخ المسند الصالح أبا القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين الشيباني ، وكان عدلا خيرا صالحا مشهورا ، وتوفي سنة خمس وعشرين وخمسمائة عن أربع وتسعين سنة ، وهو صحب الشيخ الإمام العالم الصالح أبا علي الحسن بن علي بن محمد التميمي المعروف بابن المذهب ، وكان عالما زاهدا واعظا ذاكرا صالحا مشهورا ، توفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة ، عن تسع وثمانين سنة ، وهو صحب الشيخ الصالح العالم الثقة أبا بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب بن عبد الله القطيعي وكان عالما صالحا محدثا مقرئا ثقة ، توفي سنة ثمانين وستين وثلاثمائة عن ست وتسعين سنة ، وهو صحب الشيخ الإمام العالم الزاهد الصالح الحافظ أبا عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ، وكان عالما كبيرا حافظا للحديث عارفا به ، مع الزهد والورع والانقطاع ، وتوفي سنة تسعين ومائتين عن سبع وثمانين سنة وهو صحب أباه إمام زمانه والممتحن في الله فما رده عن إيمانه ، أزهد الأئمة وصاحب