أناشدكم بالله أخبرتكم أنه فيهم؟ قالوا : نعم. قال : فأتيتموني ، فأخبرتموني أنه ليس فيهم ، فحلفت لكم بالله أنه فيهم ، فأتيتموني به تجرونه كما نعت لكم؟ قالوا : نعم. قال : صدق الله ورسوله (١).
١٨٤ ـ أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن زيد ـ وهو ابن وهب ـ عن علي بن أبي طالب قال : لما كان يوم النهروان لقي الخوارج ، فلم يبرحوا حتى شجروا (٢) بالرماح ، فقتلوا جميعا. قال علي : اطلبوا ذا الثدية ، فطلبوه فوجدوه في وهدة (٣) من الأرض عليه ناس من القتلى ، فإذا رجل على يده مثل سبلات السّنّور (٤) ، فكبر عليّ والناس ، وأعجبهم ذلك.
١٨٥ ـ أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال : حدثنا الفضل بن دكين ، عن موسى بن قيس الحضرمي ، عن سلمة بن كهيل ، عن زيد بن وهب قال : خطبنا علي بقنطرة الديزجان فقال : إنه قد ذكر لي خارجة تخرج من قبل المشرق ، وفيهم ذو الثدية ، فقاتلهم ، فقالت الحرورية بعضهم لبعض : لا تكلموه ، فيردكم كما ردكم يوم حروراء ، فشجر بعضهم بعضا بالرماح فقال رجل من أصحاب علي : اقطعوا العوالي. والعوالي الرماح ، فداروا واستداروا ، وقتل من أصحاب علي اثنا عشر رجلا ، أو ثلاثة عشر رجلا ، فقال علي : التمسوا المخدج ، وذلك في يوم شات ، فقالوا : ما نقدر عليه. فركب علي بغلة النبي صلىاللهعليهوسلم الشهباء ، فأتى وهدة من الأرض ، فقال : التمسوه في هؤلاء ، فأخرج ، فقال : ما كذبت ، ولا كذبت. فقال : اعملوا ولا تتكلوا ، لو لا أني أخاف أن تتكلوا لأخبركم بما قضى الله لكم على لسانه ـ يعني النبي صلىاللهعليهوسلم وقد شهدنا ناس باليمن. قالوا : كيف يا أمير المؤمنين؟ قال : كان هواهم معنا (٥).
__________________
(١) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٢ ص ٢٩٣.
(٢) شجروا : طعنوا.
(٣) وهدة : مكان منخفض كأنه حفرة ، وفي بعض الروايات : ساقية.
(٤) السنور : القط ، والسبلات : الشعرات.
(٥) رواه ابن كثير بمثله في البداية والنهاية ج ٧ ص ٢٩٢.
وهو بلفظه في مصنف بن أبي شيبة ج ١٥ ص ٣١١ من طريق يحيى بن آدم.