ضرية على طريق البكرة إلى ضرية ، سماها النامية ، وأخرى بناحية شعبي بين ضرية وحفر بني الأدرم على سبعة أميال من ضرية بواد يقال له فاضحة لأنه انفضاح أي انفراج واتساع بين جبال.
ولما هلك ابن هشام احتفر جعفر بن مصعب بن الزبير حفيرة إلى جنب حفيرة ابن هشام بفاضحة ، ونزلها بولده حتى مات ، فأقام ابنه محمد بمنزلة أبيه حتى خرج محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن فخرج مع محمد ، فلما قتل هرب إلى البصرة ، ثم رجع إلى فاضحة ، وتزوج من بني جعفر ثم بني الطفيل فأولد عبد الله فزوّجه ابنة القاسم بن جندب الفزاري ، وكان علما من أعلام العرب ينزل باللواء ، وكان القاسم لا يسير أبدا ، ولم يكن حج قط ، ولا يكاد يقدم ضرية ، وأولاد عبد الله من ابنته في بقية من أموالهم بفاضحة.
واحتفر عبد الله حفيرة إلى جنب حفيرة جده ، ودفن حفيرة ابن هشام ، وأخفى مكانها.
واحتفر جرش مولى ابن هشام حفيرة على ميلين أو ثلاثة من حفر بني الأدرم وحفرة المساحقي سماها الجرشية ، ثم اشتراها ناس من ولد رافع بن خديج من الأنصار ، وأحدثوا بقربها حفيرة بقطيعة السلطان ، فنازعهم محمد بن جعفر بن مصعب بحق بني الأدرم ، وكان من أشد الرجال ، فقاتلهم وحده ، فاجتمعوا فأصابه رجلان منهم بفرعين خفيفين في رأسه ، فأخذهما أسرى حتى أقدمهما ضرية ، واستعدى عليهما الحسن بن زيد بالمدينة ، فضربهما بالسياط ، ثم عفا عنهما ، واختصموا في الجرشية والحفيرة حتى قضى لبني الأدرم والمساحقي ، فكلمهم الناس فسبقوهم بهما ، وكان الأنصاريون أهل عمود وماشية ، فلما كانت الفتنة أكلتهم لصوص قيس من كلاب وفزارة ، فلحقوا بطيئ وناسبوهم ، فأمنوا مدة ، ثم غارت عليهم لصوص طيئ فتفرقوا وتركوا البادية ، وكانت بنو الأدرم وبنو بجير القرشيون قد كثروا بالحفر ، ثم وقع بينهم شر ، وكان جيرانهم من قيس يكرمونهم ، فلما تفاسدوا جعل بعضهم يهيج اللصوص على بعض ، فنهبهم بنو كلاب وفزارة ، وقتلوا بعض رجالهم ، فلحقوا بالمدينة ، وتفرقوا ، وقال عبد الجبار المساحقي لبني فزارة فيما فعلوا بالقرشيين :
مهلا فزارة مهلا لا أبا لكم |
|
مهلا فقد طال إعذاري وإنذاري |
في أبيات :
وكانت ضرية من مياه الضباب في الجاهلية لذي الجوشن الضبابي والد شمر قاتل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما ، وكانت مسلمة الضباب يروون أن ذا الجوشن قال في الجاهلية :