يكاد يخطئ ، فإن ذلك أيضا يدخل في باب التهويل والتضخيم للأمور ، بدون دليل معقول ، ومقبول. مع تصريح النصوص المتقدمة بأن السلاح الذي واجههم كان من جميع الأنواع ..
النبي صلىاللهعليهوآله هو الذي اختار مقدمة الجيش :
وقد يسأل سائل : لماذا اختار الرسول «صلىاللهعليهوآله» مقدمة جيشه من خصوص هؤلاء ، مع أن احتمالات هزيمتهم جبنا وخورا ، أو تآمرا وكيدا كانت قريبة ، وظاهرة؟!
ونجيب : بأننا قد ذكرنا سبب ذلك في موضع سابق من هذا الكتاب. وقلنا : إن من جملة مقاصده «صلىاللهعليهوآله» ما يلي :
١ ـ إن ذلك يطمئن زعماء مكة ، وجميع الزعامات الأخرى في المنطقة إلى أنه «صلىاللهعليهوآله» يقبلهم في المجتمع الإسلامي ، ويعاملهم فيه كغيرهم ، ولا يريد أن ينتقم من أحد ، ولا محاسبة أحد.
٢ ـ كما أنه لا يريد مما يدعوهم إليه ان يكتسب لنفسه شيئا ، ولا أن يستأثر بشيء ، بل إن أراد شيئا فإنما يريده لهم ..
٣ ـ وليعلم الجميع : أن دخولهم في الإسلام لا ينقص من قدرهم ، ولا يوجب الخسران لهم ، بل هو يعلي من مقامهم ، ويمنحهم العزة والكرامة ، والمجد والزعامة ، ويمكّنهم من الحصول على خير الدنيا والآخرة.
٤ ـ إن أهل المنطقة إذا رأوا أن الذين يخشون سطوتهم هم الذين يدعونهم إلى هذا الدين ، بل هم يحاربونهم دفاعا عنه وعن أهله ، وعن نبيه ، فإن ذلك سوف يعطي أولئك الناس شعورا بالأمن والطمأنينة إلى أنهم