وارتداده عن الإسلام ، وإبطاله لهجرته ، يكفي شاهدا على أن ثمة حاجة إلى تأليفه ..
ولكن يبقى هناك إشكال آخر على كلام البلاذري ، وعلى كل من يقول بأنه كان قد أسلم قبل الفتح ، وكان من المهاجرين مفاده : أنهم يذكرون : أنه حضر عند الرسول «صلىاللهعليهوآله» يوم حنين ، وصار يسأله عن فروض الصلاة ومواقيتها .. فمن كان من المسلمين المهاجرين إلى الحبشة ، أو إلى المدينة كيف يسأل عن الصلاة ومواقيتها يوم حنين ، التي كانت في آخر سنة ثمان؟! (١).
ويمكن أن يجاب : بأن الراوي لم يفصل لنا تلك الأسئلة ولم نعرف حيثياتها وخصوصياتها ، فلعله سأله عن تفاصيل ، وغوامض ودقائق ترتبط بفروض الصلاة وبأوقاتها ، غير ما كان متداولا بين الناس ..
لا بد من التذكير :
ربما يتساءل البعض بسلامة نية تارة ، أو بخبث أخرى ، حين يريد أن يجعل من سؤاله هذا وسيلة للتشنيع ، والإهانة ، والرفض والإدانة ، فيقول :
ما الفائدة من بحوث وتدقيقات من هذا القبيل ، أليست مضيعة للوقت ، وهدرا للطاقة؟!.
ونقول في الجواب :
لا ، ليس الأمر كذلك ، فإن لهذه البحوث ونظائرها فوائد وعوائد مختلفة. ولعل أهمها :
__________________
(١) أسد الغابة ج ٥ ص ٣١ و (ط دار الكتاب العربي) ص ٢١.