باستصحاب الظعن والأنعام ، وأنه خطأ وقع فيه عدوه ، حين أحضر ذلك كله أمام أعين محاربيه من المؤمنين ، الذين سوف يزيدهم حضور الغنيمة اندفاعا وتوثبا .. فكيف إذا كان أهل مكة أنفسهم ، والمشركون منهم أيضا قد حضروا هذه الحرب طمعا بالغنائم أيضا حسبما تقدم؟!.
إنه تبسم العارف بالنتائج ، والواقف على الخفايا والأسرار.
الغنيمة تقدمة إلهية :
ثم إنه «صلىاللهعليهوآله» قد علق حصول المسلمين على تلك الغنيمة على مشيئة الله تبارك وتعالى.
كما أن صياغة العبارة «تلك غنيمة المسلمين غدا» ، قد خلت من الإشارة إلى أي دور للمسلمين في أخذ هذه الغنيمة ، ولو أراد أن يشير إليهم بشيء من ذلك ، لقال : غدا يغنمها المسلمون ، أو سيغنمها المسلمون ، أو نحو ذلك ..
وذلك .. لأن حصول هذه الغنيمة إنما هو بصنع من الله ، وبتوفيق منه لنبيه الكريم «صلىاللهعليهوآله» ، ولوليه العظيم علي بن أبي طالب «عليهالسلام» ، ثم يعطيها للمسلمين بمشيئة منه تبارك وتعالى ..
من دون استحقاق منهم لها ، حتى بأن تنسب الغنيمة إليهم ..
فظهر أن قوله «صلىاللهعليهوآله» : «إن شاء الله تعالى» ، لم يأت لمجرد التيمن ، أو الدعاء ، بل هو إخبار عن أن الأمر في هذه الغنيمة يرجع كله لله تعالى ، وليس لإرادة أو لفعل الناس دور يصح معه نسبة ذلك إليهم.
وقد ظهرت صحة ودقة هذا التعبير حين فرّ المسلمون بأجمعهم عن