هزيمة الأعراب أم هزيمة قريش والقادة؟! :
وتحاول بعض النصوص : أن تلطف العبارات ، وتخفف من حدة قبح الهزيمة ، بطريقة ذكية ، حين تنسب الهزيمة إلى الأعراب ، لكي يفهم الناس أن قريشا ، وأهل مكة ، والمهاجرين لم يكونوا مع المنهزمين .. وإن كان معهم منهم أحد ، فإنما هم أفراد قليلون ، جرفهم السيل البشري للأعراب ربما من غير اختيار منهم.
وهذا ولا شك خيانة للحق والحقيقة ، لما يستبطنه من تزوير وتضليل ، ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك.
هل كانت الهزيمة ليلا؟! :
تقدم : أن المسلمين انهزموا عن النبي «صلىاللهعليهوآله» في ليلة ظلماء ، وأن وجهه «صلىاللهعليهوآله» أضاء للناس كالقمر ليلة البدر.
ولكن قد يقال : إن ذلك مما يصعب القبول به ، إذا أخذنا بالرواية التي تقول : فلما تراءت الفئتان حمل المشركون على المسلمين حملة رجل واحد ، فانهزموا .. لأن ترائي الفئتين يكون في النهار عادة ..
ويمكن أن يجاب عن ذلك : بأن المقصود بترائي الفئتين : هو مواجهة كل منهما للأخرى ، ولو بوصول طلائع الفريقين إلى موقع ترى فيه طرفا من الفريق الآخر. وهذا يحصل ليلا كما يحصل نهارا.
وليس المقصود : الرؤية المباشرة نهارا ..
ويؤيد ما نقول : قولهم أيضا في نصوص أخرى سبقت : إنه «صلىاللهعليهوآله» صار يسأل عن أبي سفيان بن الحارث ، وسأل أيضا عن الأنصار