رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ولم يبق أحد يقاتل المشركين غير علي «عليهالسلام».
وإن كان العباس أو غيره من بني هاشم لم يبادروا إلى الفرار ، فإنما كانوا حول رسول الله «صلىاللهعليهوآله» يحوطونه ويحفظونه كحراس له ، في حين كان المهاجم للأعداء ، وصاحب النكاية فيهم هو علي «عليهالسلام» دون سواه ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى ..
وآخر ما نشير إليه هنا : أنه «صلىاللهعليهوآله» ، سرعان ما تجاوز هذا الموضوع ، وطوى عنه كشحا ، مظهرا عدم الإكتراث به ، حيث بادر إلى القول : «من يحرسنا الليلة»؟! وكأنه يريد أن يفهم الناس أن هذا الأمر مفروغ عنه ، فلا حاجة لأن يشغل الناس أنفسهم في تفاصيله.
وهذا يعد تأكيدا آخرا على تحقق هذا الأمر ، ولا بد أن تظهر ثمرات ذلك كله بعد النصر الذي سيعقب هزيمة جميع المسلمين عن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ..
ابن الأكوع يقتل عينا للمشركين :
وعن سلمة بن الأكوع قال : غزونا مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» هوازن ، فبينما نحن نتضحى مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إذ جاء رجل على جمل أحمر ، فأناخه ، ثم انتزع طلقا من حقبه فقيد به الجمل ، ثم تقدم فتغدى مع القوم.
وجعل ينظر وفينا ضعفة ورقة من الظهر ، وبعضنا مشاة ، إذ خرج يشتد ، فأتى الجمل ، فأطلق قيده ، ثم أناخه ، ثم قعد عليه. فاشتد به الجمل ،