إن تهلك هذه العصابة لا تعبد :
وكما جرى في حرب بدر جرى في حرب حنين ، فقد قال «صلىاللهعليهوآله» في كلتا الواقعتين : اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد ، وإن شئت أن لا تعبد ، لا تعبد.
ونقول :
أولا : لا شك في أن المقصود ب «هذه العصابة» هو عصابة أهل الإيمان ، الذين يدافعون عن دينهم وعن نبيهم ، وعلي «عليهالسلام» أولهم ، وعلى رأسهم ..
وأما شمولها للذين ولوا الأدبار ، ولم يفوا بعهدهم ، بما فيهم المشركون. وقد صرحوا : بأنهم ثمانون رجلا ، بما فيهم المنافقون وما أكثرهم. يضم إليهم أصحاب المطامع والأهواء .. نعم .. أما شمول هؤلاء فذلك غير ظاهر .. فإن الإسلام إنما كان يقوم على النبي «صلىاللهعليهوآله» وعلي «عليهالسلام» ، فإن هلكا فلا إسلام بعد ذلك ، ولا عبادة لله تعالى.
وأما المنهزمون ، فإن فرارهم الذي هو بمثابة هلاك وبوار دورهم ، وانعدام تأثيرهم ـ فلم يمنع من استمرار عبادة الله تبارك وتعالى.
ثانيا : إنه «صلىاللهعليهوآله» قد علق استمرار عبادة الله تعالى على مشيئة الله تبارك وتعالى.
ومن الواضح : أن وجوب شكر المنعم ، وعبادة الله ، والطاعة له حكم عقلي ، لا مجال للتخلف عنه. وهذا معناه : أن المقصود بكلامه هذا «صلىاللهعليهوآله» ، ليس هو إسقاط هذا الوجوب ، بل المراد : أن تزول عبادة الله تعالى بزوال المؤمنين ، وهلاكهم.