وكيف كانوا يصلّون ، ويأكلون ، ويشربون؟!
وإذا حلّ الليل عليهم ، كيف كانوا يتحاجزون ، ويتحارسون إلى الصباح؟!
وكيف؟! وكيف؟!
ثانيا : ومما يوضح ذلك : قول أبي قتادة تارة : «مضى سرعان الناس من المنهزمين حتى دخلوا مكة ، ساروا يوما وليلة».
ثم قوله : إنه قد بلغ أهل مكة خبر إيقاع النبي «صلىاللهعليهوآله» بهوازن مساء نفس ذلك اليوم (١).
وهذا يدل على : أن الله قد نصر نبيه في غياب المنهزمين عن ساحة المعركة.
وسيأتي المزيد من دلائل ذلك إن شاء الله تعالى ..
ثالثا : قال أبو قتادة : «فرجع المنهزمون إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فلحقوه بأوطاس ، وقد رحل منها إلى الطائف» (٢).
فالمنهزمون لم يحضروا النصر ، ولم يروه ، ولا رأوا الرسول «صلىاللهعليهوآله» بعد هزيمتهم في حنين أبدا.
متى كانت الهزيمة؟! :
إننا نلاحظ : أن ثمة اضطرابا في بيان ظروف الهزيمة ، فبينما نجد الساعين على إعذار قريش ، وخالد ، وبني سليم ، وسائر المنهزمين يدّعون :
أن الذين كانوا في المقدمة كانوا شبانا ، ليس معهم سلاح ، أو كثير سلاح ،
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٢٠ والمغازي للواقدي ج ٣ ص ٩١٠.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٢٠ والمغازي للواقدي ج ٣ ص ٩١٠.