إن اليعقوبي يذكر : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد قال هذه الكلمة بعد قتل ذي الخمار (١).
إن بغض قريش الموجب للدعاء بالسوء لا بد أن يكون لجهة مبغوضة لله تعالى. أما بغضها لأجل شركها مثلا ، فلا يستوجب هذا الدعاء ، بل هو من موجبات الحمد والثناء.
وأما بغض القبائل لبعضها البعض لأجل إحن جاهلية ، وثارات قبلية ، فلا يختص بقريش ، وهو من الأمور التي عمل الإسلام على اقتلاعها من جميع فئات المجتمع. حتى من قريش في بغضها للقبائل الأخرى إذا كان من أجل ذلك ..
ما كانت هذه لتقاتل!!
عن رباح بن ربيع : أنه خرج مع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في غزوة غزاها ، وعلى مقدمته خالد بن الوليد ، فمر رباح وأصحاب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على امراة مقتولة مما أصابت المقدمة ، فوقفوا ينظرون إليها ، يعني : ويعجبون من خلقها ، حتى لحقهم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على راحلته ، فانفرجوا عنها.
فوقف عليها رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، فقال : «ما كانت هذه لتقاتل».
فقال لأحدهم : «الحق خالدا وقل له لا تقتل ذرية ولا عسيفا» (٢).
__________________
(١) تاريخ اليعقوب ج ٢ ص ٦٣.
(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٣٥ عن أحمد وأبي داود ، وراجع المصادر المتقدمة.